إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
الإسلام والإيمان والإحسان
7755 مشاهدة print word pdf
line-top
الإسلام والإيمان والإحسان

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحب أن أشرح في هذه الجلسة أركان الإسلام، وأركان الإيمان، وأركان الإحسان، التي ذكرت في ثلاثة الأصول، واستدل عليها بحديث جبريل المشهور وقبل ذلك نقول: إن الإسلام والإيمان والإحسان متلازمة، وبعض العلماء جعلها مراتب، كما في كتاب صاحب الثلاثة الأصول، فجعل المرتبة الأولى الإسلام، والمرتبة الثانية الإيمان، والثالثة الإحسان، فعلى هذا يكون المسلمون أكثر من المؤمنين، والمؤمنون أكثر من المحسنين، فيكون أهل الإيمان خلاصة أهل الإسلام وأهل الإحسان خلاصة أهل الإيمان، فأهل الإحسان خلاصة الخلاصة، مثلاً لو جمع الناس في بناية واسعة، جُمِعوا وقيل هؤلاء كلهم مسلمون من أهل الإسلام، ثم بعد ذلك انتقي منهم، اختار أهل الاختيار منهم خلاصة وصعدوا بهم في الدور الثاني ثم أولئك الخلاصة والصفوة اختير أيضًا منهم صفوتهم وجعلوا في الدور الثالث فأصبحوا ثلاثة أقسام، القسم الأول الأرضي هؤلاء أهل الإسلام وأفضل منهم الذين فوقهم أهل الإيمان أفضل من أهل الإيمان الذين فوقهم أهل الإحسان هذا هو الأثر ومع ذلك فإنه قد يدخل أهل الإيمان في الإسلام، يطلق الإيمان ويراد به الإسلام ولكن بينهما فرق دقيق؛ ولذلك قال الله تعالى: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا .
وذلك أن المسلمين كثير الآن الذين يقولون نحن مسلمون ولكن فيهم أهل البدع وفيهم أهل المعاصي وفيهم فساق، وفيهم منحرفون، وكلهم يقولون نحن مسلمون، فمثلا من المبتدعة من يسمون أنفسهم شيعة، أو إسماعيلية، يقولون: نحن مع المسلمين ولكن إذا نظرنا في عقائدهم وأعمالهم وإذا هي بعيدة عن الإسلام الحقيقي، جاءوا بما ينافى حقيقة الإسلام، وكذلك إذا نظرنا فيمن يسمون نصيريين، وإذا هم قد نقضوا الإسلام أو يسمون الدروز أو يسمون البعثيين أو يسمون أهل الوحدة وكذلك البدع الذين يتسمون بهم أو يسميهم أهل السنة بمسميات جديدة خارجة عن مسمى المسلمين الحقيقيين.

line-bottom