قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
الإسلام والإيمان والإحسان
8237 مشاهدة print word pdf
line-top
الإسلام والإيمان والإحسان

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحب أن أشرح في هذه الجلسة أركان الإسلام، وأركان الإيمان، وأركان الإحسان، التي ذكرت في ثلاثة الأصول، واستدل عليها بحديث جبريل المشهور وقبل ذلك نقول: إن الإسلام والإيمان والإحسان متلازمة، وبعض العلماء جعلها مراتب، كما في كتاب صاحب الثلاثة الأصول، فجعل المرتبة الأولى الإسلام، والمرتبة الثانية الإيمان، والثالثة الإحسان، فعلى هذا يكون المسلمون أكثر من المؤمنين، والمؤمنون أكثر من المحسنين، فيكون أهل الإيمان خلاصة أهل الإسلام وأهل الإحسان خلاصة أهل الإيمان، فأهل الإحسان خلاصة الخلاصة، مثلاً لو جمع الناس في بناية واسعة، جُمِعوا وقيل هؤلاء كلهم مسلمون من أهل الإسلام، ثم بعد ذلك انتقي منهم، اختار أهل الاختيار منهم خلاصة وصعدوا بهم في الدور الثاني ثم أولئك الخلاصة والصفوة اختير أيضًا منهم صفوتهم وجعلوا في الدور الثالث فأصبحوا ثلاثة أقسام، القسم الأول الأرضي هؤلاء أهل الإسلام وأفضل منهم الذين فوقهم أهل الإيمان أفضل من أهل الإيمان الذين فوقهم أهل الإحسان هذا هو الأثر ومع ذلك فإنه قد يدخل أهل الإيمان في الإسلام، يطلق الإيمان ويراد به الإسلام ولكن بينهما فرق دقيق؛ ولذلك قال الله تعالى: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا .
وذلك أن المسلمين كثير الآن الذين يقولون نحن مسلمون ولكن فيهم أهل البدع وفيهم أهل المعاصي وفيهم فساق، وفيهم منحرفون، وكلهم يقولون نحن مسلمون، فمثلا من المبتدعة من يسمون أنفسهم شيعة، أو إسماعيلية، يقولون: نحن مع المسلمين ولكن إذا نظرنا في عقائدهم وأعمالهم وإذا هي بعيدة عن الإسلام الحقيقي، جاءوا بما ينافى حقيقة الإسلام، وكذلك إذا نظرنا فيمن يسمون نصيريين، وإذا هم قد نقضوا الإسلام أو يسمون الدروز أو يسمون البعثيين أو يسمون أهل الوحدة وكذلك البدع الذين يتسمون بهم أو يسميهم أهل السنة بمسميات جديدة خارجة عن مسمى المسلمين الحقيقيين.

line-bottom