شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
الإسلام والإيمان والإحسان
6136 مشاهدة
التوحيد الذي جحده المشركون

فنعرف أركان الإسلام، أركان الإسلام خمسة يعرفها طلاب المرحلة الابتدائية، ويعرفها الخاصة والعامة، ولكن الشأن في تطبيقها، نقول: الركن الأول الشهادتان، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، كثيرون الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولكن قليل الذين يعملون بها والذين يطبقونها، فالمشركون الأولون يعرفون أن لا إله إلا الله تحرم أن يتخذ مع الله آلهة أخرى، أن من قال: لا إله إلا الله أبطل الإلهية لغير الله، فلأجل ذلك امتنعوا عن قولها.
قال الله تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ فأخبر بأن هكذا أنهم يستكبرون عن قول لا إله إلا الله؛ لأنهم يعرفون أنهم إذا قالوها أبطلوا إلهية غير الله من المألوهات في زماننا يقولها كثير، ولكن يبطلونها حيث يجعلون مع الله آلهة أخرى، ولكنهم لا يسمونها آلهة، بل يسمونهم سادةً أو شهداء أو أولياء أو صالحين أو أنبياء، ويقولون: إن لهم شفاعة فنحن نطلبهم وهم يطلبون لنا من الله، فيشركون ويعتقدون أن هذا الشرك ليس بشرك، وإنما يسمونه توسلا واستشفاعًا وتقربا وتبركا وما أشبه ذلك.
فهؤلاء ما تنفعهم لا إله إلا الله حتى يعرفوا معناها، معنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله، أي: العبادة كلها حق الله فلا أحد يستحق العبادة إلا الله.
الله تعالى هو الإله، الإله: هو الذي تألهه القلوب محبة وخوفا ورجاء وتوكلا وتذللًا وخضوعًا وخشوعًا وعبادةً بكل أنواع العبادة هذا هو حقيقة الإله فمعناه لا إله لنا نألهه ونعظمه ونجله إلا أنت يا رب إلا الله ربنا وخالقنا، هو إلهنا لا نتخذ معه آلهة أخرى فالآلهة التي من المخلوقات كلها آلهة إلاهيتها باطلة فمن قال لا إله إلا الله لزم أن يأله ربه وأن يعبده وحده، وأن يصد بقلبه عما سوى الله وأن لا يكون في قلبه ما يزاحم محبة الله تكون محبته الحقيقية الصفية كلها لله، وكذلك جميع أنواع العبادة تكون كلها لله، فهذا هو الذي حقق لا إله إلا الله.