لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
الإسلام والإيمان والإحسان
5547 مشاهدة
أركان الصلاة

أركان الصلاة معروفة أيضا أنها أربعة عشر كانوا يعلمونها العامة في المساجد ويعلمونهم أيضا الواجبات واهتم بها العلماء، القيام: يعني صلاة الإنسان وهو قائم إذا كان قادرا، أما العاجز فيصلي جالسًا، التكبيرة الأولى: تكبيرة الإحرام ركن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ويقول: الله أكبر، لا تصح إلا بهذه اللفظة، فلو قال الله أعظم أو الله أجل أو الله الكبير ما انعقدت.
من أركان الصلاة قراءة الفاتحة كاملةً بتشديداتها وبكمال حروفها.
من أركان الصلاة الركوع يعني الانحناء حتى تصل يداه إلى ركبتيه.
من أركان الصلاة الرفع من الركوع حتى يستوي قائما.
من أركان الصلاة السجود على الأعضاء السبعة.
من أركانها الجلوس بين السجدتين.
من أركانها الاعتدال الذي هو الاستواء جالسا.
من أركانها الطمأنينة في جميع الأركان يعني الطمأنينة التي هي الثبات وضد ذلك العجلة، فالذين يعجلون في صلاتهم يصلي أحدهم ينقرها نقرًا لا تقبل منه، لا بد أن يثبت في الركوع ولا بد أن يثبت في السجود بقدر ما يقول سبحان ربي الأعلى أو سبحان ربي العظيم في الركوع، أو قول رب اغفر لي رب اغفر لي بين السجدتين، أو قول ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، يعني لا بد أنه يثبت في هذه الأركان.
من أركانها التشهد الأخير ومن أركانها الجلوس له، أن يتشهد وهو جالس.
ومن أركانها الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- فيه.
ومن أركانها الترتيب فلا يكون السجود قبل الركوع.
ومن أركانها التسليمتان يحافظ المسلم على هذه العبادة، وكذلك أيضا جعل بعض العلماء من واجبات الصلاة أداءها في المساجد أداءها جماعة أنه من واجبات الصلاة، واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم: من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر يعني لم يأت وهو يسمع النداء فجعلوا هذا من واجباتها، ولا شك أن أداءها في المساجد شعيرة من شعائر الإسلام، البلاد الإسلامية تتميز عن غيرها بالمساجد التي قبلتها موجهة إلى الكعبة محاريبها، وتتميز أيضا بالأذان أن المصلين يسمعون النداء يسمعون قول المؤذنين حي على الصلاة حي على الفلاح فيكون ذلك حاملا لهم على أداء هذه العبادة.