لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها
8863 مشاهدة
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها

على رسول الله وعلى آله وصحبه.
نُحِبُّ أن نجعل مَوْضُوعَ الْمُحَاضَرَةِ في فتن هذا الزمان, وكَيِّفِيَّة مقاومتها.
الفتنة: الِابْتِلَاءُ والامتحان, وقد يُسَمَّى الكفر والشرك فتنةً, كما قال تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ أي: حتى لا يكون شرك ولا كفر, وقال تعالى: وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا .
ولكنَّ أكثر ما تُطْلَقُ الْفِتْنَةُ على ما يكون فيه مِحْنَةٌ وبلاء, ينحرف بها, وينخدع بها الكثير من الخلق, ولا يستطيعون مقاومتها, وينجرفون معها. وهي الفتن الْمُضِلَّة التي خشيها النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته, كما ثبت عنه أنه قال.. أو أخبر أَنَّ بين يَدَيِ الساعة فِتَنًا كقطع الليل الْمُظْلِمِ يصبح الرجل مؤمنا, ويُمْسِي كافرا, ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرا, يبيع دينه بِعَرَضٍ من الدنيا يعني: إذا جاءته تلك الفتن أو بعضها انخدع بها, وضَلَّ, وانحرف عن الحق والهدى, وباع دينه بدنياه.. بِعَرَضٍ فاضل من الدنيا.
هذه الفتن تحققت أو أكثرها في زماننا, لأجل ذلك لا يصبر عليها ولا يُصَابِرُ إلا مَنْ ثَبَّتَهُ الله, ورزقه علمًا وبصيرة, ولا بد أن نذكر أمثلة لهذه الفتن, ونذكر كيفية علاجها, حتى يكون المسلم على بصيرة, وبالأخص مَنْ هو في مستقبل عمره- في سن الشباب- فإنه كثيرًا ما ينخدع إذا لم يُوَفِّقْهُ الله بِعَقْلٍ وعلم وفهم وإدراك انخدع لأدنى داع يدعو إلى تلك الفتن.