اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها
13693 مشاهدة print word pdf
line-top
فتنة الدعايات غير المباشرة

كذلك أيضًا من الفتن أيضًا التي ابتلينا بها: فتنة الدعايات التي ليست مباشرةً, وهي أن الكثير من الكفرة والْعُصَاةِ ونحوهم يَبُثُّون دعاياتهم في إذاعاتهم, وفي صحفهم, وفي كتبهم, ونشراتهم, فيتلقاها سُذَّجٌّ وجهلة من الناس, ويعتمدونها, ويعتقدون صحتها, وينخدعون بها, ويبثون في إذاعاتهم مَدْحَهُم, ومقادير إنتاجاتهم, ومقادير ممتلكاتهم, ومدح معتقداتهم وعباداتهم, وينشرون عن ذلك في مؤلفاتهم, وفي صحفهم, وفي مِجَلَّاتهم, ويُصَوِّرُون ما أنتجوه, وما فعلوه. وكذلك أيضًا قد يمدحون معتقداتهم وأديانهم, وقد يَذُمُّون ديننا, ويتنقصون حالاتنا..ويَتَنَقَّصُون معتقداتنا, ويتمسخرون بنا, ونحن لا نشعر. فالكثير يتلقى ذلك, يسمعه يُذَاع, أو يقرأه في كتبهم, أو يقرأه في صحفهم, وذلك من الفتنة الكبيرة, الفتنة العظيمة, فإن الذي يَتَلَقَّى ذلك وهو جاهل ليس معه سلاح يقاومه, وليس معه أدلة تقمعه تنصبغ تلك الشبهات في قلبه, ثم بعد ذلك يصعب عليه أن يتخلص منها, فعند ذلك متى يأتيه الفرج؟ متى تحصل له النجاة إذا صادته تلك الشباك؟ فهذه فتنة عظيمة, يعني: فتنة دعايات الكفار والعصاة والمذنبين والمبتدعين ونحوهم في إذاعاتهم وفي نشراتهم.
والسلامة منها البعد عنها إلا لمن معه فهم ثاقب, ومعرفة كاملة, ينتقدها ويرد عليها, ويبين للناس الأخطاء التي احتوتها, واشتملت عليها.

line-bottom