إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها
13697 مشاهدة print word pdf
line-top
فتنة سماع الأغاني

كذلك –مثلًا- مَنْ أَحَبَّ سماع الأغاني, مَنْ أَحَبَّ سماع الأغاني والملاهي والطرب ونحوه, أحب أن يكثر أهله؛ وذلك لأنه عرف أننا إذا كنا ضده كلنا قمعناه وأهملناه وقهرناه..ودحرناه فانْدَحَر وذَلَّ, ولم يتمكن من متعة نفسه التي يقول..لم يتمكن من إظهار مشتهياته, ومن الإعلان بما يميل إليه, فهو يُحِبُّ أن يَكْثُرَ مُنَاصِرُوه..يُحِبُّ أن يكثر الذين هم في صَفِّهِ, والذين هم من جنده وأتباعه, فهو يدعو إلى إقامة مسارح, إلى إقامة مثلًا مراقص وملاعب, وما أشبه ذلك..يدعو إلى ذلك.. فتسليطه على هؤلاء الجهلة فتنةٌ وبَلِيَّةٌ, يُثَبِّتُ الله فيها أهل العقول, ويزيغ فيها أهل الجهل والضَّلَال فالبلية عظيمة.

line-bottom