لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها
8995 مشاهدة
فتنة سماع الأغاني

كذلك –مثلًا- مَنْ أَحَبَّ سماع الأغاني, مَنْ أَحَبَّ سماع الأغاني والملاهي والطرب ونحوه, أحب أن يكثر أهله؛ وذلك لأنه عرف أننا إذا كنا ضده كلنا قمعناه وأهملناه وقهرناه..ودحرناه فانْدَحَر وذَلَّ, ولم يتمكن من متعة نفسه التي يقول..لم يتمكن من إظهار مشتهياته, ومن الإعلان بما يميل إليه, فهو يُحِبُّ أن يَكْثُرَ مُنَاصِرُوه..يُحِبُّ أن يكثر الذين هم في صَفِّهِ, والذين هم من جنده وأتباعه, فهو يدعو إلى إقامة مسارح, إلى إقامة مثلًا مراقص وملاعب, وما أشبه ذلك..يدعو إلى ذلك.. فتسليطه على هؤلاء الجهلة فتنةٌ وبَلِيَّةٌ, يُثَبِّتُ الله فيها أهل العقول, ويزيغ فيها أهل الجهل والضَّلَال فالبلية عظيمة.