إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها
9768 مشاهدة
فتنة الملاهي

كذلك أيضًا من الدعايات -من الفتن- التي أوقعوا الناس فيها كثيرا: فتنة الملاهي التي عظمت وانتشرت, وانخدع بها الناس, وأصبحت شُغْلًا شاغلًا لكثير من الناس, وما أعظمها من فتنة ! أضاعوا بها أوقاتهم الثمينة, وأضاعوا بها جهودهم, وإنتاجهم, ومعرفتهم, وحذقهم.. أضاعوه في لا شيء! أضاعوه في تلك الملاهي, التي لا يجنون منها إلا ما لا خير فيه.. فنحن ننصح الشاب والناصح لنفسه, ننصحه ألا يُقبل على تلك الملاهي, ولا يغتر بكثرة الإقبال عليها, ولو انتشرت وكثرت.. وعسى الله أن يلهم الدولة أن تقضي عليها, وأن تغلقها وتُبْعِد أهلها, كما فعلت في بعضها, فلعلها أن تفعل في بقيتها.
انتشرت هذه الملاهي في أماكن من الرياض كما هو مشاهد, أولئك الذين يقطعون أوقاتهم في تلك المناظر البراقة, أو تلك الملاعب التي يمشون فيها, ويركبون فيها, ويقطعون في ذلك أوقات ما أعظمها من أوقات! ماذا يستفيد الذي يحضر ويجلس وينظر؟! ماذا يستفيد الذي يدخلها؟! لا فائدة له..بل إنه يخسر..يخسر مالًا. لا يدخلها إلا بعد ما يسلم مالًا مُقَدَّرًا من ماله الذي اكتسبه من حلال أو من غير حلال, يدفعه فيما لا فائدة فيه, بل ما فيه مضرة.. فائدته إما -مثلًا- التعجب والضحك والقهقهة ونحو ذلك, وإما إذهاب الوقت, وإضاعة الزمان الذي هو أشرف شيء, وهو رأس المال.
هذه فائدة؟ هذه فتنة كبيرة, على الإنسان أن يبتعد عنها.