اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها
8991 مشاهدة
فتنة الملاهي

كذلك أيضًا من الدعايات -من الفتن- التي أوقعوا الناس فيها كثيرا: فتنة الملاهي التي عظمت وانتشرت, وانخدع بها الناس, وأصبحت شُغْلًا شاغلًا لكثير من الناس, وما أعظمها من فتنة ! أضاعوا بها أوقاتهم الثمينة, وأضاعوا بها جهودهم, وإنتاجهم, ومعرفتهم, وحذقهم.. أضاعوه في لا شيء! أضاعوه في تلك الملاهي, التي لا يجنون منها إلا ما لا خير فيه.. فنحن ننصح الشاب والناصح لنفسه, ننصحه ألا يُقبل على تلك الملاهي, ولا يغتر بكثرة الإقبال عليها, ولو انتشرت وكثرت.. وعسى الله أن يلهم الدولة أن تقضي عليها, وأن تغلقها وتُبْعِد أهلها, كما فعلت في بعضها, فلعلها أن تفعل في بقيتها.
انتشرت هذه الملاهي في أماكن من الرياض كما هو مشاهد, أولئك الذين يقطعون أوقاتهم في تلك المناظر البراقة, أو تلك الملاعب التي يمشون فيها, ويركبون فيها, ويقطعون في ذلك أوقات ما أعظمها من أوقات! ماذا يستفيد الذي يحضر ويجلس وينظر؟! ماذا يستفيد الذي يدخلها؟! لا فائدة له..بل إنه يخسر..يخسر مالًا. لا يدخلها إلا بعد ما يسلم مالًا مُقَدَّرًا من ماله الذي اكتسبه من حلال أو من غير حلال, يدفعه فيما لا فائدة فيه, بل ما فيه مضرة.. فائدته إما -مثلًا- التعجب والضحك والقهقهة ونحو ذلك, وإما إذهاب الوقت, وإضاعة الزمان الذي هو أشرف شيء, وهو رأس المال.
هذه فائدة؟ هذه فتنة كبيرة, على الإنسان أن يبتعد عنها.