إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها
13658 مشاهدة print word pdf
line-top
فتنة الألعاب والملاعب

كذلك أيضًا: فتنة الألعاب التي أيضًا قد كثرت وانتشرت, وشملت أماكن كثيرة, وصارت تجارات خلق كثير.. متاجر ممتلئة بتلك الملاعب, يسمونها ألعاب أطفال, ولكنها أيضًا تشغل مَنْ ليس بالأطفال. الألعاب هذه هي أيضًا فتنة, نحن ننصح بِأَلَّا يشتريها الإنسان, يبذل ماله في شيء لا نتيجة فيه, ولو أنه يزعم أنه يُسَلِّي طفله أو ولده أو نحو ذلك, نقول: إنك ستجد ما تسليه وتلهيه بغير هذه الملاهي, أو بغير هذه الألعاب التي لا فائدة فيها, فإنك إذا اشتريت كل يوم أو كل أسبوع بجزء من مالك ألعابًا, قد تكون كثيرة, وقد تكون قليلة, لم يشتغل بها الطفل وحده, بل يشتغل بها الكبير, والصغير, فيضيعون بها وقتًا, وتخسر أنت أموالًا, وتكون النتيجة والربح للكفار الذين صنعوها, واستنتجوها..اكتسحوا مالنا, وأذهبوا أوقاتنا, وقضوا على ممتلكاتنا بهذه الصناعات الباطلة التي لا فائدة فيها.
كذلك أيضًا من الفتن: الملاعب التي قد شغلت وتشغل الكثير من الناس, ملاعب النوادي, والمباريات, ونحوها, فإنها أيضًا من الفتن في هذا الزمان, ولو أُغْرِمَ بها الخلق الكثير, ولو أَلِفَهَا ويألَفُهَا, ويُذْهِب وقته بالنظر فيها سواء: مشاهدة, أو يسمعها في الإذاعة, أو ينظرها في التلفاز أو نحو ذلك.. قد صارت شُغْلًا شاغلًا لكثير, ولجمهور الناس.
فنقول: ما فائدتك أيها الناظر والرائي؟ ماذا تجنيه إن ربح هذا أو خسر هذا؟ ماذا تستفيده إن فاز هذا, أو هذا؟ لا فائدة لك في ذلك. فالنصيحة لك: أنْ تَرْبَحَ زمانك ووقتك, وأن تريح نفسك, وألا تهتم بشيء من هذا كله, بل تستعد لما أنت مأمور به, وما أنت مهموم به, وهو: العلم والعمل الذي تستفيد منه. فالفتنة بهذا فتنة كبيرة أيضًا. فيا أيها الإخوة نحن بحاجة إلى مقاومة هذه الفتن.

line-bottom