جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
محاضرة بكلية البنات
4903 مشاهدة print word pdf
line-top
محاضرة بكلية البنات

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الهدى وإمام المتقين نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
باسمي وباسم جميع منسوبي إدارة تعليم البنات بمحافظتي حوطة بني تميم والحريق وباسم عميدة الكلية وجميع منسوباتها نحيي فضيلة الشيخ الدكتور الوالد عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الذي تحمل وعثاء السفر، وسار إلينا هنا ليقدم ما لديه من الخير.
وعنده الخير الكثير. في هذا الوقت المحدد نشكره، ولا نملك إلا أن ندعو الله سبحانه وتعالى بأن يجزيه خير الجزاء على هذا العمل، وهذا المسعى. ونسأله سبحانه أن يبارك فيما سيقدمه.
وأود من العميدة وجميع منسوبات الكلية أن يحاولوا قدر الإمكان أن يستفدن من هذه المناسبة، ويحضرن ما لديهن من أسئلة؛ خصوصا الأسئلة التي لها مساس بواقع الطالبات، وأود أن يحرصن كثيرا على محاولة تقديمها على فضيلة الشيخ؛ لأنها فرصة مواتية وأود الاستفادة منها.
فالآن أقدم فضيلة الشيخ في هذه المحاضرة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع به وبعلمه، ويجزيه خير الجزاء، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد؛ قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فيدخل في ذلك جميع الإنس والجن ذكورا وإناثا.
شريعة الله تعالى التي أرسل بها رسله وأنزل بها كتبه متضمنة لكل ما يجب على المكلفين من الذكور والإناث؛ فيشتركون جميعا في وجوب العبادة التي هي إخلاص العبادة لله تعالى والطاعة له.
وكذلك في أداء الواجبات، كالأركان الخمسة أركان الإسلام: الصلاة والزكاة والصوم والحج والتوحيد. وكذلك يشترك الجميع في تحريم المحرمات التي نهى الله تعالى عنها، وبينها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكن قد يكون هناك أحكام يختص بها الرجال، وهناك آداب وأخلاق وعبادات وممنوعات ومحرمات ونحوها يختص بها النساء؛ فلأجل ذلك العلماء يتعلمون الجميع حتى يعرفوا الأحكام التي يُحتاج إلى معرفتها في هذه الحياة الدنيا؛ ليكونوا مرجعا عند الإشكال وعند وقوع شيء مما يحتاج إليه البشر.
فمعلوم أن مسائل الحيض والنفاس والرضاعة والحضانة غالبا وما أشبهها -تكون من أمور النساء وخصائصهن، وعليهن أن يتعلمن هذه الأحكام. وإذا تعلمها الرجال؛ فإن ذلك لأجل أن يعرفوا الحكم حتى يرجع إليهم عند الاشتباه في ذلك.
وقد بين الله تعالى، وبين نبيه صلى الله عليه وسلم، وبين العلماء تلك الأحكام التي تتعلق بأمور النساء من هذه الأمور ونحوها؛ فلأجل ذلك يجب على المرأة أن تتعلم ما يخصها، وتتعلم ما تحتاج إليه.
ولا شك أن حكومتنا أيدها الله تعالى قد أحسنت؛ حيث فتحت هذه المدارس وهذه الكليات؛ لأجل أن تتولى تربية بنات المسلمين ونساء المؤمنين، وأن يتعلمن ما ينفعهن في أمور دينهن وعبادتهن، وكذلك فيما يحتجن إليه في هذه الحياة الدنيا.
فمن ذلك تأسيس هذه الكليات التي يتعلم فيها جمع كبير أو صغير من نساء المؤمنين المواطنين ليخرجن بعد أن يتعلمن -مربيات وعالمات وعارفات للأحكام التي يحتاج إليها.
ولا شك أن هناك ما يجب التنبيه عليه، وإن كان المدرسات والمعلمات هن أول المسئولات عن ذلك، ولكن من باب المشاركة نذكر بعض الأحكام التي قد يُتساهل فيها، وقد يخفى شيء من أحكامها، ويكثر السؤال عنها.
فأما بالنسبة لمسائل الطهارة ونحوها من العادات وما يتعلق بها، فإن هذا معروف لا نحتاج إلى أن نعلق عليه، ولا أن نتطرق له؛ لكونه متكررا. ولكن يهمنا أن نتطرق إلى بعض المعلومات، أو الأمور المتجددة التي يتساهل كثير من النساء فيها.

line-bottom