إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
محاضرة بكلية البنات
3619 مشاهدة
الحرص على تعلم العلم النافع والعمل به


كذلك أيضا من ناحية السلوك في الطلب وفي التعلم -لا شك أن المرأة كالرجل في هذا.
يعني واجب على الجميع أن يحرصوا على ما يخصهم من العلوم التي يتعلمونها، وأن يتعلمن أولا لقصد إزالة الجهل والنقص الذي فيهن؛ فالمرأة كالرجل يولد كل منهم جاهلا -ولكن جعل الله له ما يتعلم به؛ يعني أعطاه الحواس وأعطاه الأدوات التي يتمكن بها من إزالة ذلك النقص الذي هو الجهل.
فتنوي المرأة بتعلمها إزالة النقص الذي هو الجهل، ونفع نفسها حتى تعمل على بصيرة، ونفع الأمة أيضا إذا احتيج إليها أن تعلم مما علمها الله تعالى، وبما فتح الله عليها.
كذلك أيضا لا شك أن العمل بهذا العلم، وبهذه التوجيهات التي تتلقاها من المدرسات هو الثمرة؛ فإن ثمرة العلم العمل. كذلك أيضا واجب على الجميع السلوك الحسن، وهو الهدوء وعدم المشاغبات، وعدم المعاكسات.
وعدم المجادلات سواء فيما بينهن، أو فيما يتعلق بالإلقاء أو فيما يتعلق بالمعلمات ونحوهن. الجدال والمنازعات لا يجوز لهن أن يسلكن ذلك، كما لا يجوز أيضا للطلاب من الرجال.
وإنما تقصد المرأة بتعلمها وجه الله تعالى والدار الآخرة، وتسلك مسلك الآداب وحسن العمل وحسن الخلق، وعدم الخصومات وعدم المنازعات، وما إلى ذلك. وهكذا أيضا لا شك أنه قد يحصل كثير من الخلافات فيما بين الطالبات؛ فالمعلمة وظيفتها حل تلك النزاعات والخلافات والمنازعات ونحوها.
وهكذا أيضا قد يقع شيء مما يخل بالشرف داخل المدارس؛ يقع شيء من التفسخ ومن التحلي بحلي ينافي المروءة وينافي الحياء والاحتشام، فعلى الطالبة إذا نصحتها معلمة أو بينت لها أن تمتثل ذلك وأن تبتعد عما يفسد خلقها، وعما يدفعها إلى الأخلاق السيئة، وإلى الأعمال المكروهة التي حرمها الله تعالى، وإلى ما يوقع في الفساد أو يقرب منه.
ولا شك أيضا أن من الآداب التي تتأدب بها المرأة في طلبها ونحو ذلك هو التقبل، وهو أن تتقبل كل ما هو صواب وصحيح من العلوم النافعة وأن... وأصبحت قدوة فإن ذلك من حسن نصيبها ومن حسن حظها، فعليها بعد ذلك أن تحرص على أن تكون قدوة لغيرها في العمل.
وكذلك في البعد عن ما يفسدها أو ما يفسد أخلاقها سواء في مجتمعها مع الطالبات أو مع المدرسات، أو فيما يتعلق بتربيتها لأهلها ولأولادها، أو في منزلها وبيتها، أو فيما يتعلق بحقها على زوجها، أو بحق زوجها عليها.
أو بحقها على أبويها، أو بحق أبويها عليها، أو ما يتعلق بصيانتها لنفسها وحفظها لنفسها عما يفسدها؛ بحيث تصون عينيها، وتصون سمعها، وتصون لسانها؛ فتكون قدوة حسنة لا تتكلم إلا بالخير.
ولا تنطق إلا بما فيه المنفعة، ولا تتكلم بسوء ولا بسباب ولا شتم ولا قذف ولا عيب ولعن وما أشبه ذلك، وتحرص على أن تستر عورتها، وتستر ما يبدو منها مما يكون فتنة ونحو ذلك.
وكذلك أن أيضا تصون أذنيها، فلا تستمع إلى الغناء، ولا إلى الملاهي، ولا إلى القيل والقال الذي لا فائدة فيه، ولا إلى الطرب والضرب بدف أو ما أشبه ذلك مما لا أهمية له.
وكذلك أيضا تصون عينيها، فلا تنظر إلى صور ملهية، ولا إلى أفلام خليعة، ولا إلى ما يفسد الأخلاق، ولا تقرأ في الصحف الماجنة ولا في المجلات الخليعة التي يكون ما تتضمنه سببا للفتنة.
وكذلك أيضا تحرص على أن تقبل على شأنها، فتقبل على واجباتها الدراسية التي هي مهتمة بها، وتحرص على أن تحفظ ما يمكن حفظه، وتفهم ما يمكن فهمه، وتحل ما يلزمها أو ما تكلف بحله من أسئلة أو واجبات أو ما أشبه ذلك.
وإذا عملت بذلك وحفظت نفسها حفظها الله تعالى؛ لما ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك ؛ فمن حفظ الله تعالى حفظ حدوده وحفظ واجباته وحفظ ما عليه؛ حفظه الله ووفقه، وأصلح له حالته عاجلا وآجلا.
وأما من تساهل في الأمر، ووقع في المحظور، وعمل بالمحرمات وترك الواجبات؛ فإنه ينتشر له سمعة سيئة، ولا يكون من المقتدى به في الخير، فهكذا فليكن المؤمن ذكرا وأنثى يكون محافظا على حدود الله وعلى حقوقه.