إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
محاضرة الإيمان باليوم الآخر
12280 مشاهدة print word pdf
line-top
محاضرة الإيمان باليوم الآخر

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
إنها لمناسبة طيبة، وليلة مباركة، ومجلس عطر يجمعنا بالحبيب إلى قلوبنا شيخنا الفاضل عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الذي طالما تربينا ونهلنا من علمه مقروءا ومسموعا، وها هو اليوم يجلس أمامنا، ويسعدنا بدروسه وبعلمه.
فباسمكم جميعا أحيي فضيلة الشيخ، ونقول: أهلا وسهلا ومرحبا بين أبنائك وإخوانك، في بيت من بيوت الله تعالى، وإنا والله لنشهد الله على حبه وعلى ما نكن له من التقدير والاحترام؛ فهو من علماء الأمة وقادتها الذين نعلم أن الارتباط بهم هو طريق العزة وطريق الفلاح.
فنترككم ولا نطيل عليكم فأنتم في شوق لسماع كلماته المضيئة وتوجيهاته الموفقة، وأترككم مع فضيلة الشيخ ومحاضرة بعنوان الإيمان بالغيب حقيقته وأثره في حياة المسلم. ونعدكم كذلك وتطفلا على الشيخ أن يكون النصيب الأكبر من المحاضرة هو للأسئلة؛ للحاجة الملحة للإخوة؛ لأن كثيرا من الإخوة رغب في إلقاء سؤاله في مناسبة مضت ولكن نقول: إن هذا هو اليوم المناسب لإلقاء هذه الأسئلة ونعدكم متطفلين على الشيخ أن يكون الوقت الأكثر من المحاضرة للأسئلة ونترككم مع فضيلته، جزاه الله خيرا.

line-bottom