لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
محاضرة بعنوان الشباب والفراغ
7793 مشاهدة print word pdf
line-top
إضاعة الوقت في مجالس الغيبة والنميمة

كذلك نقول: من جملة الملاهي التي ينشغل بها ويشغل بها كثير من الناس مجالسهم أنهم يحسون بأنهم في وقت لا عمل لهم فيه وأنهم فارغون، فيخرجون إلى أماكن في خارج البلد أو في وسط البلد ويجتمعون فيما بينهم، واجتماعهم ليس على طاعة، بل - غالبا- على معصية، ولعلكم تشاهدون كثيرا منهم على الطرق الطويلة, إذا سرتم على الطرق الطويلة وجدتموهم جماعات قد أوقفوا سياراتهم وقد اجتمعوا حلقا، على أي شيء تلك الحلق؟
هل اجتمعوا على ذكر وتدبر ؟
هل اجتمعوا على قراءة وموعظة ؟
هل اجتمعوا على تعلم وتعليم ؟
هل اجتمعوا على تفكر وتدبر في الآيات والمخلوقات ؟
لا، إنما اجتمعوا على كلام سيء وباطل، على أقل ما فيه أنه غيبة ونميمة وكلام في أعراض أناس غائبين أو ما أشبه ذلك.
لا شك أن هذه غالب مجالس الناس, أنهم اتخذوا تلك المجالس التي يتفكهون فيها في أعراض إخوتهم, فيقولون: فلان حصَّل وفلان لم يحصِّل وفلان كذا وكذا، ويعيبونه ويذكرون المثالب والمعايب ويقدحون فيه، ويتخذون عرضه تسلية وتحلية لمجالسهم ويقطعون به أوقاتهم، فيقعون في الغيبة التي ذمها الله تعالى ونهى عنها في قوله تعالى: وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ فشبه أكل عرضه وانتهاك عرضه بمن يأكل لحمه وهو ميت، ولا شك أن ذلك غاية البشاعة.
والأدلة على تحريم الغيبة كثيرة، لا نستطيع أن نأتي بها، ولكن نحرض إخوتنا على أن يجعلوا مجالسهم في شيء نافع من العلم والعمل ويستفيدون منها ما ينفعهم، ويبتعدوا عن مجالسة أهل التفكه بالأعراض واتخاذ الأعراض تسلية وتحلية وقطعا للوقت وإذهابا للزمان -كما يقولون-.
والأولى إذا كانوا فارغين أن يجعلوا وقتهم في ما ينفعهم، فإن كان ولا بد فليكن كلامهم في أناس حاضرين معهم، أنت يا فلان فيك وفيك حتى ينبهوه على ما فيه من النقص رجاء أن ينفعوه، ويشغلوا بذلك وقتهم ولا يضروا أحدا من المسلمين الغائبين.

line-bottom