محاضرة بعنوان الشباب والفراغ
إضاعة الوقت في سماع الغناء
كذلك هناك أناس يجلسون مجالس عادية، ولكن لا تخلو تلك المجالس من أشياء ضارة غير نافعة، فكثير منهم يعكفون على سماع الأغاني، وما أدراك ما هي؟!
الغناء المحرم هو الذي يحصل فيه سماع أصوات بترنم وبترقيق, مشتملة على ما يثير الأشجان ويحرك الغرائز ويدفع النفوس الشريرة إلى مقارفة المعاصي، ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة -كما ذكر الله-.
سماع هذه الأغاني-ويا للأسف- قد أصبح فكاهة عند كثير وأصبح شغلا شاغلا عند الخلق العظيم, بحيث أنهم يتخذونه سلوة ولذة ولا يجدون به بديلا، بل يرونه طاعة وقربة كما نبه أو كما أرشد إلى ذلك كثير من العلماء.
والكلام على تحريم الغناء ليس هذا موضعه، نقول: إن الذين يشغلون أوقاتهم في سماع تلك الأغاني قد أضاعوا وقتهم وقد ذهب عليهم حسرة، لا بد وأن يأسفوا على فقده ويحاسبوا عليه.
أولا: إضاعة الوقت الثمين.
ثانيا: تعرضهم للخطر الذي هو ما تؤثر أو تسببه تلك الأصوات وتلك النغمات من المعاني الفاسدة أو من الآثار السيئة.
لا شك أن سماع تلك الأصوات وتلك النغمات يوقع في النفوس محبة الشرور, ويثقل عليها محبة الخيرات، فتجد العاكف على هذه الأغاني محبا للغرائز محبا لإشباع غريزته منها، وعاكفا عليها ومحبا للتلذذ بها.
ثم آثارها سيئة، وهي أنها تدفع إلى مقارفة المعاصي: إلى شرب الخمور التي تشتمل عليها، إلى فعل الزنا، إلى فعل أو مشاهدة الصور الخليعة أو ما أشبه ذلك، هذه من الآثار السيئة التي تحصل لها.
نقول: ننصح المسلم بأن يبتعد عن هذه الأشياء حتى يسلم على دينه وحتى يحفظ بذلك وقته.
مسألة>