من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
محاضرة بعنوان الشباب والفراغ
7534 مشاهدة print word pdf
line-top
إضاعة الوقت في النظر إلى الصور المحرمة

وهناك آخرون ابتلوا بالنظر إلى أشياء تفتنهم، نقول: كما أن السماع قد يفتن، فكذلك النظر قد يفتن، يقولون: إنا نتسلى بالنظر.
لأي شيء ينظرون؟
ينشرون أمامهم أفلاما خليعة، ينشرونها يعرضونها في تلك الأجهزة الحديثة، فيتسلون طوال ليلهم إلى قريب السحر أو طوال نهارهم، يعني: أوقاتهم الثمينة يضيعونها أمام تلك الأفلام، فهذا لو لم يكن فيه إلا إضاعة الوقت أليس ذلك خسرانا مبينا؟
أليس ذلك مما يكون مسببا للحسرة والندم، والأسف على إضاعة هذا الوقت؟
فإذا قدر مثلا أن وقته فارغ، وأنه ليس عنده شغل شاغل -كما يقول- وإنما عنده وقت زائد، فصرفه في رؤية هذه الأفلام وهذه الصور التي هي صور خليعة، ماذا تكون النتيجة؟ إذا رأى تلك الصور صور نساء متجملات ومتجردات، أو رأت المرأة مثلا صور رجال في غاية الجمال، ألا يكون ذلك دافعا للغرائز؟ ألا يكون ذلك مثيرا للشهوات؟ ألا يكون ذلك موقعا أو دافعا إلى الوقوع في الفواحش؟
لا شك أن ذلك من الأسباب في كثرة المنكرات وكثرة الزنا، وكثرة وقوع كثير في السماع أو في الرؤية، مما يسبب حدوث هذه المنكرات التي نشاهدها، كم نسمع أن فلانة حملت من الزنا؟ وكم نسمع أن فلانة الشابة فجرت وحصل بسببها الفجور، وأن فلانا وقع منه الزنا عدة مرار، وما أشبه ذلك؟ هذا في الداخل.
أما في الخارج فحدث ولا حرج، الذين يشاهدون هذه الصور وهذه الأفلام إذا شاهدوها ولم يتمكنوا من إشباع غرائزهم كانت نتيجة ذلك أنهم يسافرون إلى البلاد التي توجد فيها ذلك العهر وذلك الفساد، يسافرون حتى يشبعوا غرائزهم، فيجدون بلادا فيها المسارح وفيها المفاسد وفيها المنكرات وفيها الفواحش، وفيها التمكن من نيل الشهوات والأغراض المحرمة على ما يريدون فيكون زنا.
ما الذي دفعهم إلى ذلك؟
دفعتهم سماع تلك الأصوات الفاتنة، ورؤية تلك الصور الخليعة التي ما حملهم عليها -كما يقولون- إلا أنهم يقطعون بذلك الوقت، يقولون: وقت فراغنا نقطعه في هذا ونسلي أنفسنا، فتكون النتيجة أنهم بلا شك قد وقعوا في هذا المنكر من حيث لا يشعرون أو من حيث يشعرون، أو قد لا يملكون أنفسهم إذا تمكنت محبة الشهوة أو محبة تلك الصورة في نفوسهم لم يجدوا بدا من مقارفتها، ولم يستطيعوا قمع تلك الدوافع التي تؤزهم إلى الشر أزا.

line-bottom