لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
محاضرة بعنوان الشباب والفراغ
7758 مشاهدة print word pdf
line-top
إضاعة الوقت في النظر إلى الصور المحرمة

وهناك آخرون ابتلوا بالنظر إلى أشياء تفتنهم، نقول: كما أن السماع قد يفتن، فكذلك النظر قد يفتن، يقولون: إنا نتسلى بالنظر.
لأي شيء ينظرون؟
ينشرون أمامهم أفلاما خليعة، ينشرونها يعرضونها في تلك الأجهزة الحديثة، فيتسلون طوال ليلهم إلى قريب السحر أو طوال نهارهم، يعني: أوقاتهم الثمينة يضيعونها أمام تلك الأفلام، فهذا لو لم يكن فيه إلا إضاعة الوقت أليس ذلك خسرانا مبينا؟
أليس ذلك مما يكون مسببا للحسرة والندم، والأسف على إضاعة هذا الوقت؟
فإذا قدر مثلا أن وقته فارغ، وأنه ليس عنده شغل شاغل -كما يقول- وإنما عنده وقت زائد، فصرفه في رؤية هذه الأفلام وهذه الصور التي هي صور خليعة، ماذا تكون النتيجة؟ إذا رأى تلك الصور صور نساء متجملات ومتجردات، أو رأت المرأة مثلا صور رجال في غاية الجمال، ألا يكون ذلك دافعا للغرائز؟ ألا يكون ذلك مثيرا للشهوات؟ ألا يكون ذلك موقعا أو دافعا إلى الوقوع في الفواحش؟
لا شك أن ذلك من الأسباب في كثرة المنكرات وكثرة الزنا، وكثرة وقوع كثير في السماع أو في الرؤية، مما يسبب حدوث هذه المنكرات التي نشاهدها، كم نسمع أن فلانة حملت من الزنا؟ وكم نسمع أن فلانة الشابة فجرت وحصل بسببها الفجور، وأن فلانا وقع منه الزنا عدة مرار، وما أشبه ذلك؟ هذا في الداخل.
أما في الخارج فحدث ولا حرج، الذين يشاهدون هذه الصور وهذه الأفلام إذا شاهدوها ولم يتمكنوا من إشباع غرائزهم كانت نتيجة ذلك أنهم يسافرون إلى البلاد التي توجد فيها ذلك العهر وذلك الفساد، يسافرون حتى يشبعوا غرائزهم، فيجدون بلادا فيها المسارح وفيها المفاسد وفيها المنكرات وفيها الفواحش، وفيها التمكن من نيل الشهوات والأغراض المحرمة على ما يريدون فيكون زنا.
ما الذي دفعهم إلى ذلك؟
دفعتهم سماع تلك الأصوات الفاتنة، ورؤية تلك الصور الخليعة التي ما حملهم عليها -كما يقولون- إلا أنهم يقطعون بذلك الوقت، يقولون: وقت فراغنا نقطعه في هذا ونسلي أنفسنا، فتكون النتيجة أنهم بلا شك قد وقعوا في هذا المنكر من حيث لا يشعرون أو من حيث يشعرون، أو قد لا يملكون أنفسهم إذا تمكنت محبة الشهوة أو محبة تلك الصورة في نفوسهم لم يجدوا بدا من مقارفتها، ولم يستطيعوا قمع تلك الدوافع التي تؤزهم إلى الشر أزا.

line-bottom