تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
محاضرة بعنوان شر غائب ينتظر
2550 مشاهدة
فتنة الدجال

أما الدجال فلا شك أنه إنسان، أنه إنسان؛ يعني من جنس الناس. وقد ورد عن بعض الصحابة اعتقاد أنه قد وجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك أنه كان من اليهود شاب يقال له: صافي بن صياد أو ابن صائد وكان يتكهن، فروي أنه هو الدجال؛ حتى أن جابرا رضي الله عنه كان يحلف أن ابن صياد هو الدجال، ويقول: إني سمعت عمر رضي الله عنه يحلف أن ابن صياد هو الدجال.
والصحيح أنه ليس هو الدجال، وقد يكون هو من جملة الدجالين؛ أي من جملة الكذابين الذين تأتيهم الشياطين. ورد أنه صلى الله عليه وسلم لقي ابن صياد فقال: ما يأتيك؟ فقال: يأتيني صادق وكاذب. فقال: لبس عليك. وقال: إني قد خبأت لك خبيئا. فقال: هو الدخ وكان قد خبأ له الدخان يعني قوله تعالى: فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ قد خبأ له هذا الدخان، فلما قال ذلك -قال: اخسأ فلن تعدو قدرك. فقال عمر رضي الله عنه: دعني أقتله يا رسول. فقال: إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله ؛ أي إن كان هو الدجال فإنك لا تسلط عليه؛ وذلك لأنه لا بد أن يخرج، ولا بد أن يأتي ما أخبر عنه؛ فلا تقدر عليه، ولن تتسلط عليه، وإذا لم يكنه فإنك لا خير لك في قتله؛ لأنه من جملة المعاهدين.
فالصحيح أنه ليس هو ابن صياد ؛ وإنما ابن صياد دجال؛ يعني كذاب وكاهن من جملة الكهنة الذين تأتيهم الشياطين. ورد أيضا أن الدجال لا يزال موثقا، وأنه مربوط في مكان لم يطلع عليه أحد، ويدل على ذلك حديث روته فاطمة بنت أبي حبيش ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم مرة لما جاءه خبر دعا الناس فاجتمعوا، فقص عليهم قصة، وأخبرهم بأن تميما الداري حدث بما كان النبي عليه الصلاة والسلام يحدثه، أخبر بأنهم كانوا في سفينة، فانكسرت بهم تلك السفينة، ثم ذكر أنهم آواهم المبيت إلى مكان موحش؛ فإذا بدابة كبيرة شعرها طويل؛ فاقشعروا منها ورعبوا. فقالوا: ما أنت؟! فتكلمت وقالت: أنا الجساسة.
هكذا تكلمت تلك الدابة، ثم قالت: إن في ذلك المكان إنسانا بحاجة إلى أخباركم، هو إلى أخباركم في غاية الأشواق. دخلوا عليه وإذا إنسان موثق بالحديد، وإذا صفته ما وصف النبي صلى الله عليه وسلم من صفاته، ثم قصوا عليه خبرهم، فسألهم عن ما حدث؛ فأخبروه بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث؛ فكأنه استبشر بذلك، وقال: إن هذا أوان أو قرب أوان خروجي. فلا شك أن هذا فيه دليل على أنه موثق وأنه حي موجود؛ وإن لم تكن حياته كحياة أهل الدنيا الذي يتمتعون بما يتمتعون به من المأكل والمشرب ونحوه؛ ويمكن أن الله تعالى أحياه وبعثه؛ حتى تكلم أمام تميم الداري ومن معه.
هذا الحديث في صحيح مسلم حديث ثابت، رواه الشعبي وهو حافظ التابعين عن فاطمة بنت أبي حبيش حفظته مع أنها سمعته مرة من النبي صلى الله عليه وسلم؛ مع كونه يوجد في آخر صحيح مسلم أما الأحاديث التي وردت في صفة الدجال فهي كثيرة، وقد يكون بينها شيء من الاختلاف، وقد يكون بعضها فيه نظر في صحته وثبوته. وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال مرة فرفع فيه وخفض؛ حتى ظنه الصحابة في طرف الحائط، فانصرفوا بعد ذلك وهم مهمومون؛ فلما رجعوا إليه رأى تغيرهم، فقال: ما لكم؟ قالوا: يا رسول الله، ذكرت الدجال ورفعت فيه وخفضت حتى ظنناه في طائفة النخل.
فقال صلى الله عليه وسلم: غير الدجال أخوف مني عليكم ؛ أي أخاف عليكم فتنا أكثر من الدجال، ثم قال: إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه ثم أخبر بأنه لا بد وأن يخرج؛ فأمرهم بأن يحاج كل واحد منهم عن نفسه. ثم أخبرهم بعلامة عليه بأنه أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية؛ أي كأنها حبة عنب أسود طافية، قد نزع ماؤها أي ما فيها من الماء، فصارت كأنها عين وليست بعين. هكذا أخبر. أخبر أيضا بأنه مكتوب بين عينيه: كافركاف، وفاء، وراء. يقرؤها كل مؤمن، هذه أيضا ميزة له أنه يقرأ هذه الكتابة عليه كل مؤمن، ويعرف بذلك أنه كافر ليس بمؤمن.
أما فتنته فورد فيها أدلة وأحاديث كثيرة، منها ما ذكر من أنه يأتي القرية، فتطيعه القرية، وإذا أطاعته؛ فإن من الفتنة أن ينزل عليهم الغيث، وأن يكثر دَرُّهم، ويكثر نسل مواشيهم، وتكثر أموالهم ويدعون أن هذا حصل ببركة اتباعهم له، وببركة تصديقهم له؛ فيكون ذلك من الفتنة. ويأتي القرية التي قد مات أهلها؛ فيدعو أهلها وهم أموات، فيخرجون، ويتبعونه كيعاسيب النحل. اليعسوب هو قائد النحل، إذا طار إلى جهة تبعته بقية النحل؛ كأنه رئيس لها. فشبه اتباعهم للدجال اتباع تلك القرية أهلها أحياء وأمواتا، أنهم يتبعونه كما يتبع النحل رئيسهم الذي هو اليعسوب.
وذكر أنه إذا عصاه أهل قرية سلط عليهم أو دعا عليهم فأصبحوا مسنتين؛ أي أصبحوا في سنين جافة، ليس عندهم جدب ولا خصب، أصبحوا في غاية القحط وفي غاية الجفاف؛ هذا أيضا من الفتن. كذلك أيضا ورد أنه يأتيه رجل من المؤمنين حقا فيعصيه إذا دعاه إلى أن يعترف بأنه هو الرب، فقال: إني أؤمن بأنك أنت الدجال الذي أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنك تخرج. فيقول لأتباعه: أرأيتم لو قتلته ثم أحييته؛ هل تشكون؟ قالوا: لا. فيقطعه نصفين، ثم يقول له: قم فيحيا، فيكون ذلك من الفتنة، فيقول بعد ذلك، ذلك الرجل: لم أزدد بك إلا بصيرة، أنت الدجال الذي أخبرنا عنك النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما أنت عليه. فهذا أيضا من الفتن. ثم يحاول أن يعود ليقتل ذلك الرجل فيحفظه الله تعالى ولا يقدر عليه.
في بعض الروايات أن بعض الصحابة قال: كنت أشد الناس سؤالا عن الدجال، فقلت: يا رسول الله، إنه يقال: إن معه جنة ونار. فقال: هو أهون من ذلك أهون على الله وأحقر من ذلك؛ ولكن ورد في بعض الآثار أن معه جنة ونارا، وأن ناره عبارة عن ظل ظليل أو ماء طيب، وأن جنته نار، وهذا أيضا مما قلب الله تعالى صورته وغير حالته. وبكل حال، فإن صفاته كثيرة، وغاية ما يدعو الناس إليه أن يدعوهم بأنه هو الرب، أنه هو الله، يوهمهم أنه قادر على ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه أعور العين اليمنى وإن ربكم ليس بأعور ؛ أي لا يخفى عليكم أمره، فهذه علامة ظاهرة. ولا شك أن هذا دليل على نقصه، دليل على أنه ناقص القدر؛ حيث إنه فاقد لإحدى عينيه وهي العين اليمنى كأنها عنبة طافية.
ثم ذكر في الأحاديث أن الله تعالى يحرس الحرمين فلا يدخل مكة ولا يدخل المدينة على كل باب من أبوابها ملائكة يقودونه لا يدخلها. وأما انتشاره في الأرض فذكر أنه كانتشار الريح؛ يعني أنه ينتشر فيها، ويمشي فيها مشي الريح ومشي الهبوب؛ وذلك دليل على أنه قد سخرت له المواصلات التي يقطع فيها المسافات المتباعدة، يقطعها في زمن قريب؛ أي أنه إما أنه يطير أو يركب مواصلات توصله إلى البلاد البعيدة في زمن قصير، فمشيه كمشي هذه الرياح أو مشي هذه السحب التي تقطع المسافة في زمن قليل. وورد أيضا أنه يمكث أربعين يوما؛ يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وبقية أيامه مثل أيامكم، فقالوا: يا رسول الله، اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه خمس صلوات؟ فقال: لا. اقدروا له ؛ أي قدروا لتلك الصلوات بمواقيتها؛ أي بعد كل عبادة، دخول كل وقت بالتقريب فاقدروا له.
ثم من حماية الله تعالى لبلاده التي هي مكة و المدينة أن على كل نقب من أنقابها ملائكة يمنعونه ألا يدخلها؛ فذلك دليل على أنها مأوى للمؤمنين في آخر الدنيا. أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يقتله المسيح ابن مريم ؛ أي أنه ينزل المسيح ابن مريم فإذا نزل وعلم بمكان هذا الدجال؛ فإنه يقتله، ورد أنه يقتله بباب لد
وأنــه يقتــل ذا الـدجــال
ببـاب لـد خـل عـن جــدال
باب لد باب من أبواب الشام من أبواب دمشق مشهور في ذلك الزمان، يأتي إليه فيدركه في ذلك المكان. ورد في بعض الروايات: أنه إذا رأي المسيح ابن مريم ذاب كما يذوب الملح في الماء ؛ أي زهق؛ خرجت روحه أو مات، ولا بد أن عيسى يدركه فيقتله قتلا حقيقيا. وإذا عرفنا هذه الفتن التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها تجري على يديه؛ نعرف أن المؤمن عليه أن يكون حذرا من جميع الفتن.
في هذه الأزمنة وجد من ينكر هذه الأحاديث، ويرد ما دلت عليه؛ فقد طبع أحد المحققين كتاب ابن كثير الذي يسمى بالنهاية، في آخر تاريخه طبع في مجلدين، وحققه رجل يقال له أو يكنى أبو عبية هكذا كنيته؛ ولكن هذا الذي حققه أفسده، فأخذ يرد هذه الأحاديث، ويغيرها ويبدل معانيها ويكذب بها؛ وكأنه نظر إلى ما فيها مما يخالف الواقع، مما يخالف ما نحن فيه؛ فاعتقد كذبها وأنها ليس لها صحة، وتأول بعضها، أو تأول الدجال بأنه الفتن، أو بأنه الشرور التي تحصل في آخر الدنيا، وأكثر من التأويلات التي سلطها على بعض الأحاديث. وتأول أيضا حديث الجساسة الذي في صحيح مسلم وجعله شبه خيال، وغير ذلك من الأدلة.
وقد ناقشه بعض العلماء الذين كتبوا في هذا الباب؛ من جملتهم شيخنا الشيخ محمود التويجري رحمه الله في كتابه الذي كتبه بعنوان إتحاف الجماعة في أشراط الساعة المجلد الثاني الذي يتكلم فيه عن الآيات الكبرى، وعن أشراط الساعة الكبرى، فهو مرجع. وإذا عرفنا ذلك فإن على المسلم أن يكثر دائما من الاستعاذة بالله من الشرور والفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يستعيذ بالله من فتنة الدجال؛ حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة منه في صلب الصلاة؛ مما يدل على شره وعظم فتنته. نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، نعوذ بالله من الشرور ومن قول الزور ومن شهادة الزور. نعوذ بالله من فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال.
نسأل الله أن يعافينا في أدياننا وفي أبداننا وفي أموالنا وأولادنا، وأن يحفظ علينا عقيدتنا، وأن يصلح أحوال المسلمين، وأن يصلح أئمتهم وولاة أمورهم، وأن يجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، إنه على كل شيء قدير. والله تعالى أعلم وصلى الله على محمد .
س: جزاكم الله كل خير. سائل يقول: سماحة الشيخ.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشهد الله على حبك. سؤالي: ما الجمع بين هذين الحديثين: الحديث الأول: ما ورد في صحيح مسلم قول النبي عليه الصلاة والسلام: ثلاث آيات إذا ظهرت لا ينفع نفس إيمانها: طلوع الشمس من مغربها، والدابة، والدجال وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن عيسى عليه السلام ينزل، ويقتل الدجال، ويضع الجزية، ولا يقبل إلا الإسلام أو السيف؟
أما طلوع الشمس فقد ذكره الله في قوله: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ؛ وذلك لأن الناس إذا رأوها قالوا كلهم، قالوا: آمنا؛ ولكن في ذلك الوقت قد ختم على الأعمال؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها وأما خروج الدابة: فورد أيضا أنها من الآيات التي تكون قرب قيام الساعة، وأنها إذا خرجت، في صفتها أحاديث كثيرة قد يكون بعضها فيه مبالغة؛ مع أنها لا يقبل من إنسان بعد خروجها إيمان ولا توبة؛ وذلك لقرب قيام الساعة، وكأن ذلك تحقيق لقول الله تعالى: فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا .
وأما خروج الدجال فالصحيح أنه يقتل، وأن الناس يؤمنون بعده؛ فذكره في هذا يمكن أن يراد به الذين صدقوه، والذين أطاعوه واتبعوه، لا يقبل الله تعالى إيمانهم؛ وذلك لأنهم كذبوا أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، وصدقوا هذا الكافر الكذاب؛ فلذلك لا ينفعهم إيمانهم؛ ولو آمنوا بعد ذلك، أما الذين لم يؤمنوا به؛ فإن الله يقبل توبتهم ويغفر حوبتهم.
شكر الله لفضيلة الشيخ، ونفع بعلمكم الجميع. ونعتذر للإخوة لارتباط الشيخ بدرس آخر عقب صلاة العشاء في مسجد السميري، فجزاكم الله خيرا. ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله.