من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
القمار
10830 مشاهدة
المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، أما بعد .
فإن من رحمة الله تعالى بعباده أن رضي لهم الإسلام الذي تضمن كل ما فيه مصلحة العباد في المعاش وفي المعاد، فقال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3] ولم تكن تعاليم الإسلام التي شرعها الله -عز وجل- خاصة بالعبادات المحضة والقربات التي يتقرب بها إلى الله، بل إنه عام لكل ما يحتاجه الإنسان في هذه الحياة الدنيا، بما في ذلك المعاملات التي تكون بين العبد وبين أخيه، وبين العبد وبين ربه.
فإذا تأملنا هذه التعاليم السماوية وجدناها كفيلة بمصالح العباد والتمكين لهم، فكلما تمسكوا بها كانت لهم العزة والغلبة، وكلما تقاعسوا في تطبيقها، وأخلوا بشيء منها كان ذلك سببا في ذلهم وهوانهم، وتسلط أعدائهم عليهم!
وهذه سنة الله في خلقه، وذلك كله دليل على اشتمال هذا الدين على المصالح التي فيها النصر والعزة والظفر.
فإذا ما عرفنا ذلك امتثلناه بأنفسنا، وطبقناه على أولادنا، وحذرنا أولادنا عن كل ما يخالفه، وكذلك حذرنا إخواننا المسلمين، وأمرناهم بأن يتعاملوا بما هو مباح ويبتعدوا عما هو حرام.
أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.