الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
شرح رسالة أبو زيد القيرواني
40871 مشاهدة
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة


ويخرج منها بشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- من شفع له من أهل الكبائر من أمته، بشفاعته وبشفاعة الملائكة، وبشفاعة الأفراط الذين يموتون صغارا؛ فيشفعون في آبائهم وبشفاعة الأنبياء، وبشفاعة الصالحين، ولكن نبينا -صلى الله عليه وسلم- له الشفاعة العظمى التي يطلبها الناس من أولي العزم من آدم ثم من نوح ثم من إبراهيم ثم من موسى ثم من عيسى وكلهم يعتذر؛ فيأتون إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم- فيقول: أنا لها؛ فيشفع حتى يفصل الله -تعالى- بين عباده، وذلك عندما يطول عليهم المقام في يوم القيامة، يتمنون أن يفصل بينهم، وأن يقضي بينهم؛ فيحكم الله -تعالى- بينهم ويشفع الشفعاء حتى يجيء الله -تعالى- لفصل القضاء، هذه الشفاعة العظمى.
ثم بعد ذلك يشفع في أهل الجنة أن يدخلوها، ولا يدخلها أحد قبله، فتفتح الجنة أبوابها لهم، وسعة باب الجنة الواحد مسيرة أربعين سنة؛ يعني: ما بين مصراعيه مسيرة أربعين سنة، ليس أربعين يوما، ولا أربعين شهرا؛ أربعون سنة، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام، مع أن أبواب الجنة ثمانية، كل باب منها هذه سعته، لا تفتح أبوابها إلا بعد شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وله شفاعة ثالثة: في قوم من أهل الجنة أن ترفع مراتبهم ودرجاتهم.
وله شفاعة رابعة: في بعض أهل الجنة أن يدخلوا في بعض من استحق النار أن لا يدخلها من أهل الكبائر.
وله شفاعة خامسة: خاصة بعمه أبي طالب الذي كان من أهل النار؛ فيخفف عنه العذاب؛ فيجعل في ضحضاح من نار؛ فنؤمن بهذه الشفاعات.