إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
110152 مشاهدة
حال المؤمن بربه المصدق بقوله

...............................................................................


فإذا رأيت المصدق بالله تعالى رأيته يخافه ويرجوه، رأيته يعبد الله ويجتهد في عبادته ويتقرب إليه بأنواع الطاعات، رأيته يبتعد عما حرمه ربه عليه ويخشى الله تعالى أن يعاقبه؛ وذلك لأنه تحقق صدق خبر الله، تحقق أن ربه تعالى يراه ويطلع عليه في كل الأحوال، وأنه لا يخفى عليه منه خافية، فذلك هو الذي حمله على أن يخاف الله وعلى أن يعبده حق العبادة، وإذا رأيت الذي يقع في المعاصي، ويتساهل في الطاعات ويفرط في أوامر الله سبحانه، ويفعل ما نهاه الله عنه فإنك تعرف ضعف تصديقه، وضعف إيمانه.
حيث أن إيمانه الذي في قلبه لم يكن قويا يحجزه عن الآثام، يحجزه عن المحرمات، يحمله على الطاعات وعلى الاستكثار من الأعمال الصالحة، فضعف تصديقه وضعف إيمانه وضعف ما في قلبه من اليقين، فكان أثر ذلك النقص في الأعمال وكان أثر ذلك فعل السيئات.
هذا أثر من آثار ضعف الإيمان, فنعرف بذلك أن قوة الإيمان تظهر آثارها بكثرة الحسنات والبعد عن السيئات، وأن ضعف الإيمان يظهر أثره بكثرة السيئات وقلة الحسنات، وقد يكون مع العصاة شيء من العمل, قد يكون عندهم عمل وحسنات، ولكنها قليلة وضعيفة بالنسبة إلى غيرهم, وذلك لأن السبب هو ما ذكرنا من قوة الإيمان أو ضعفه.