اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
شرح كتاب العلم من صحيح البخاري
32192 مشاهدة
باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم


قال -رحمه الله تعالى- باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم.
قال أبو عبد الله حدثنا خالد بن مخلد قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي؟ قال عبد الله: فوقع الناس في شجر البوادي قال ابن عمر فوقع في نفسي أنها النخلة ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله. قال: هي النخلة .
قال -رحمه الله تعالى- باب ما جاء في العلم وقوله تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا .
القراءة والعرض على المحدث ورأى الحسن و الثوري و مالك القراءة جائزة، واحتج بعضهم بالقراءة على العالم بحديث ضمام بن ثعلبة -رضي الله تعالى عنه- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- آلله أمرك أن تصلي الصلوات؟ قال: نعم، قال فهذه قراءة على النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر ضمام قومه بذلك فأجازوه، واحتج مالك بالصك يقرأ على القوم فيقولون أشهدنا فلان، ويقرأ ذلك قراءة عليه ويقرأ على المقرئ فيقول القارئ: أقرأني فلان.
حدثنا محمد بن سلام قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي عن عوف عن الحسن قال: لا بأس بالقراءة على العالم.
وأخبرنا محمد بن يوسف الفربري وحدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان قال: إذا قرئ على المحدث فلا بأس أن تقول: حدثني.
قال: وسمعت أبا العاصم يقول: عن مالك و سفيان القراءة على الإمام وقراءته سواء .
قال أبو عبد الله حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الليث عن سعيد -هو المقبري- عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول: بينما نحن جلوس مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم: أيكم محمد ؟ والنبي -صلى الله عليه وسلم- متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال الرجل: يا ابن عبد المطلب فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أجبتك. فقال الرجل للنبي -صلى الله عليه وسلم- إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي من نفسك. فقال: سل عما بدا لك. فقال: أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: اللهم نعم. قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: اللهم نعم. قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: اللهم نعم. قال أنشدك بالله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- اللهم نعم. فقال الرجل: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر رواه موسى بن إسماعيل و علي بن عبد الحميد عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا.


المعلم أحيانا يلقي على التلاميذ إلقاء فيقول: من العلوم كذا ومن الأحاديث كذا ومن الفوائد كذا وكذا، يسردها عليهم وفي هذه الأحوال قد يغفل بعضهم؛ فلذلك يحسن أن يسألهم فيقول: أخبروني عن مسألة كذا، من يعرف حكم هذه المسألة؟ هل منكم أحد يجيب عن هذه المسألة؟ يختبر بذلك ذكاءهم أو يختبر معرفتهم أو يثير انتباههم، إذا قال: من يعرف هذه المسألة؟ أخبروني بهذه المسألة؟ مثل إلقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- السؤال على أصحابه، سؤاله عن تلك الشجرة التي لا يسقط ورقها، فهذا من كيفية تعليم العلم أن يلقي سؤالا على الحاضرين.