تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
محاضرة بعنوان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
12246 مشاهدة
الإصرار على الصغائر

نقول أيضا: كذلك صغائر الذنوب، والصغائر تلحق بالكبائر مع الإصرار إذا تساهل العبد بشيء منها.
ورد عن ابن عباس قال في تفسير قوله تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ فقال: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحذر من صغائر الذنوب التي يحتقرها الناس، ويقول: إياكم ومحقرات الذنوب؛ فإنهن يجتمعن على الإنسان فيهلكنه سيما إذا كان ذلك مع الإصرار.
فالذين مثلا يجلسون مجلسا فيشتغلون فيه بالقيل والقال؛ يعتبرون على ذنب، والذين يتفكهون بالأعراض؛ يذكرون فلانا ويعيبونه، ويمشون بالنميمة، ويسبون إخوانهم أو مواطنيهم ويتنقصونهم، يعتبرون أيضا قد عملوا ذنوبا؛ ولو كانت في أنفسهم صغيرة، فإنها عند الله تعالى كبيرة، وهكذا الذين يلمزون المتطوعين ويعيبونهم، ويلمزون أهل الحسبة والدعاة إلى الله، وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتنقصونهم؛ لا شك أيضا أنهم على منكر، وأن عليهم أن يتوبوا إلى الله تعالى؛ لأن الله قد كفر من يفعل ذلك أو وسمهم بالإجرام: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ .
المنكرات واضحة -والحمد لله- وأفراد الأمة لا يخفى عليهم حتى ولو كانوا من العامة؛ بل إن كثيرا من الذين يفعلون هذه المعاصي يعرفون أنها محرمة، نسأل كثيرا منهم فيأتينا بالأدلة؛ إذا قلنا له مثلا: لا تحلق لحيتك. يقول: صدقت، الرسول يقول: أكرموا اللحى أو يقول: اعفوا اللحى ولكن الهوى أو مجاراة الناس، أو الناس يفعلون ذلك. فنقول له: إنك على ذنب، لا تقتد بأهل الذنب وأهل الخطأ؛ بل اتبع الحق، ولا تقلد من هو خاطئ وأنت تعرف أنه خاطئ.
نرى كثيرا منهم –مثلا- يتهاونون بشرب الدخان فيقول أحدهم: هذا من أسهل الأمور؛ هذا سهل، ليس بمنكر، انظر إلى أهل المسكرات، انظر إلى أهل المخدرات. فنقول له أيضا: لا تتهاون بهذا الذنب ولو كان صغيرا؛ فإنه قد يكون في نفسك صغير، وهو عند الله تعالى كبير، فلا تتهاون به فيعاقبك الله -عز وجل- ويجعله كبيرا. والكلام عليه معروف، ونرى كثيرا منهم أيضا يتهاونون بجر الثياب يعني: الإسبال في اللباس وما أشبهه.
فالحاصل أن هذه الصغائر التي يتهاون بها كثير من الناس نرجو الانتباه لها حتى لا يقعوا في منكر يحسبونه صغيرا وهو عند الله كبير.
يقول بعض العلماء: لا تنظر إلى صغر الذنب؛ ولكن انظر إلى عظمة من عصيته. فالله تعالى إذا حرم ذلك فإنه حرم الصغائر والكبائر؛ يجتهد المسلم ويقوم بما يجب عليه من حق الله تعالى، ويحمي نفسه من الشرك، ومن المعاصي صغيرها وكبيرها، ومن البدع والمحدثات التي تتعلق بالعقائد، والتي تتعلق بالأعمال، حتى يجعله الله تعالى من عباده الصادقين المخلصين.