شرح كتاب العلم من صحيح البخاري
باب العلم قبل القول والعمل
باب العلم قبل القول والعمل وقول الله تعالى رسم> فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قرآن>
رسم> فبدأ بالعلم وأن العلماء هم ورثة الأنبياء، ورثوا العلم من أخذه أخذ بحظ وافر، ومن سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة. وقال جل ذكره: رسم>
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ قرآن>
رسم> وقال: رسم>
وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ قرآن>
رسم> وقال: رسم>
وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ قرآن>
رسم> وقال: رسم>
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ قرآن>
رسم> وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم>
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين متن_ح>
رسم> وإنما العلم بالتعلم .
وقال أبو ذر اسم> لو وضعتم الصمصامة على هذه -وأشار إلى قفاه- ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها ، وقال ابن عباس اسم> كونوا ربانيين حكماء فقهاء. ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.
هكذا أورد البخاري اسم> هذه الآثار وهذه الآيات، والأدلة كثيرة؛ منها ما هو على شرطه ومنها ما ليس على شرطه، فيقول: باب العلم قبل القول والعمل يعني العلم يبدأ به قبل العمل لماذا؟ لأن العمل بلا علم جهل، الذي يعمل بلا علم يتخبط في الجهالة، فلا بد أنك تتعلم ثم بعد ذلك تعمل.
ذكر ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> في ثلاثة الأصول يقول: إنه يجب علينا أربع مسائل، تعلم أربع مسائل: الأولى: العلم وهو معرفة الله .. وأهمه معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة. الثانية: العمل به. الثالثة: الدعوة إليه. الرابعة: الصبر على الأذى فيه. ذكر من الأدلة هذا الباب.
قال البخاري اسم> -رحمه الله- باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ذكر بعض أبناء أئمة الدعوة أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> يقول: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعلم معنى لا إله إلا الله حتى نزلت عليه هذه الآية مع أن الآية مدنية، وهذا كذب ما قال ذلك إنما استدل بالآية على فضل العلم، وأنه يقدم على العمل وأن الخطاب وإن كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- لكنه لكل فرد من أفراد الأمة.
فالعلم يقدم ثم بعد ذلك يتبعه العمل ويكون العمل نتيجة مفيدة، نتيجة للعلم وثمرة له يقول بعض العلماء: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل؛ يعني العلم الصحيح يأمر صاحبه بأن يعمل به فإن عمل به بقي العلم وإن لم يعمل به ذهب العلم، وجعلوه ثمرته لكل شيء ثمرة وثمرة العلم العمل، ويقول بعضهم: العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر، وجاء في بعض الأحاديث: رسم> أن العلماء الذين لا يعملون بعلمهم يعذبون قبل عبدة الأوثان، فيقولون: كيف نعذب قبل عبدة الأوثان؟ فيقال: ليس من يعلم كمن لا يعلم رسم> .
والأدلة على العلم كثيرة؛ منها هذه الآيات وغيرها، الله تعالى مدح العلم ومدح أهله من ذلك قوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
الجواب: لا يستويان، لا يستوي عالم وجاهل وبذلك إذا فسر قول الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
شــكوت إلى وكيع سوء حفظي | فأرشدني إلى ترك المعاصي |
وقـال اعلـم بأن العـلم نـور | ونــور الله لا يؤتاه عاصي |
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكذلك اعترف الملائكة بفضل العلم فضل آدم اسم> رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكذلك من فضله ما جاء في هذا الحديث ولكنه لم يصح على شرط البخاري اسم> فجعله في الترجمة، حديث صحيح مروي في السنن وفي المسند، عن أبي الدرداء اسم> -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
هذا الحديث شرحه العلماء أفرده ابن رجب اسم> بشرح في رسالة مطبوعة، شرح هذا الحديث مما يدل على أنه صحيح وأطال في شرحه، كذلك الذين شرحوا البخاري اسم> لما أنه استشهد ببعض جمله أطالوا أيضا في شرحه مما يدل على أهميته، فالمراد بالطريق من سلك طريقا المسلك والجادة والسبيل سواء كان بعيدا أو قريبا، ولهذا كان طلبة العلم يقطعون المسافات للتعلم يقطعون المسافات البعيدة والقريبة لأجل التعلم، ويغيب أحدهم عن أهله سنة أو سنوات لا يأتيهم خبره يتعلم حرصا على أن يسلك الله به طريقا إلى الجنة، وكذلك أيضا يعدون هذا العلم الذي هو علم الوحيين وعلم الشريعة يعدونه أشرف العلوم وأنه ميراث الأنبياء.
الأنبياء لم يهتموا بالدنيا لم يورثوا دينارا ولا درهما ولم يهتموا بكسب الدنيا إنما ورثوا العلم، إنما خلفوا العلم الذي بلغوه قد يقول القائل: أليس لهم تركات ولهم أموال؟ نقول: نعم، ولكن لا تورث عنهم، جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
خالف في ذلك الرافضة الذين يطعنون على أبي بكر اسم> لمالم يعط فاطمة اسم> من ميراث أبيها، وكان أبو بكر اسم> -رضي الله عنه- قد صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وعرف كيف يتصرف في هذه الواردات؛ ما يرد عليه من الصدقات، وما يرد عليه من الزكوات، وما يرد عليه من الجزية، وكذلك الأرض التي كانت فتحت بدون قتال كبلاد بني النضير وفدك اسم> ونحوها، فيقولون: إن أبا بكر اسم> ظلم فاطمة اسم> ؛ ولأجل ذلك يكفرونه ويلعنونه، ومما يستدلون به يقولون: إن زكريا اسم> قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وإنما سليمان اسم> هو الذي ورث النبوة، وكذلك زكريا اسم> ما طلب الولد لأجل يرثه المال وإنما يرث العلم رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
من الأدلة أيضا على فضل العلم الحديث الذي أشار إليه قوله -صلى الله عليه وسلم- رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
كذلك أيضا ما ذكر عن ابن عباس اسم> في تفسير الرباني في قوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
والربانيون: هم العلماء الذين تربوا على العلم وربوا عليه غيرهم كان الصحابة يحرصون على نيل العلم وعلى تعليمه؛ فنقل عن أبي ذر اسم> وغيره أنه قال: لو وضعتم الصمصامة على هذا وأشار إلى رأسه، الصمصامة يعني السيف الحاد شديد الحدادة، ثم علمت أني أنفذ كلمة قبل أن تجيزوا علي لنفذتها؛ يعني لو رأيت الموت رأيت أني سوف أقتل ولكني سأتكلم بكلمة من العلم أو بفائدة أو بجملة قبل أن يجهز علي لنقلتها؛ يدل هذا على أي شيء؟ يدل على حرص الصحابة على البيان حرصهم على تعليم العلم وعلى نشره وبيانه مهما كان ولو في آخر لحظة من الحياة.
وهكذا كانوا يخشون من كتمان العلم، ومع ذلك كانوا يحرصون على أن يبلغوا ما عندهم من العلم خوفا من معرة الكتمان.
وذلك لأن الله -تعالى- توعد من يكتم العلم وعيدا شديدا اقرءوا قول الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
الآيات التي نزلت في اليهود يراد بها تحذير الأمة أن يفعلوا كفعلهم؛ لأنهم كتموا صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكتموا كثيرا من كتبهم التي تخالف ما كانوا يعملونه والتي تكون حجة عليهم لماذا كتموها؟ لأنها تحرمهم شيئا من المصالح الدنيوية تحرمهم مناصب رفيعة تحرمهم دخلا يأتي إليهم من جهلتهم ومن عوامهم، فيقال: إن –مثلا- بعض الناس يعرف الأدلة ويعرف الأحكام ويعرف التحريم لهذا الأمر ويعرف الحلال والحرام ومع ذلك فإنه يكتم، ويفتي بغير ما يعلمه ويقول: إني إذا جهرت بالحق لم يقبل العوام مني وإذا خالفت ما يهوونه فإنهم لا يحترموني ولا يبقى لي منزلة عندهم، فأنا أكتم الدليل أو أكتم الحكم وأفتي بغيره حتى يكون لي شعبية، ويكون لي شهرة ويكون لي منزلة، إذا دخلت عليهم قاموا لي وأجلسوني في صدر المجلس ووقفوا علي وتمسحوا بي واحترموني وعرفوا مكانتي، فإذا قلت لهم –مثلا- لا يجوز التوسل بالأنبياء نفروا مني لأنهم ألفوا ذلك.
وإذا قلت لهم: لا يجوز السفر إلى القبور مقتوني لأنهم يألفون ذلك قديما ولأنهم قد نشئوا عليه، وإذا قلت لهم لا تحيوا ليلة المولد نفروا مني وأبغضوني وعصوني، وإذا قلت لهم وجه المرأة عورة مقتوني وهجروني، وإذا قلت لهم: لا يجوز للمرأة السفر بدون محرم خالفوني وعصوني فأنا أفتيهم بخلاف ما أعلم في هذه المسائل وأوافقهم على ما يهوون ولو كان بدعا ولو كنت أعلم أني خاطئ حتى أكتسب عندهم منزلة وحتى يحترموني، فمثل هذا داخل في هؤلاء الذين يكتمون العلم.
إذا كان هذا الصحابي يقول: لو وضعتم الصمصامة السيف الحاد على رأسي على أنكم سوف تقتلوني، وقدرت على أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن تجيزوا علي يعني قبل أن تقتلوني لنفذتها حرصا منهم على البيان وعلى التبليغ الذي أمرهم به النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ثبت عنه أنه قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
س: هذا سائل يسأل عن حكم التحلق في المسجد يوم الجمعة رأس> لقراءة قرآن، أو سماع أحاديث هل يدخل في ضمن النهي عن التحلق قبل الجمعة؟ سؤال>
لا يدخل، الذي جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة، أو التحلق للتحدث.
مسألة>