تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
فضل الصحابة وذم من عاداهم
12519 مشاهدة print word pdf
line-top
شهادة النبي لبعض الصحابة بالجنة

وقد شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- للعشرة بالجنة، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد كما ثبتت الشهادة لجماعة آخرين بالجنة، كثابت بن قيس وبلال وعمار وسلمان وقال -صلى الله عليه وسلم- لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها وقال: لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر، وأهل البيعة ألف وأربعمائة وزيادة.
ثم اتفق السلف على أن أفضل الصحابة الخلفاء الأربعة، وهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم جميعًا، وجمهور أهل السنة على أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، فقد اتفق الصحابة -رضي الله عنهم- على تقديم أبي بكر -رضي الله عنه- ومبايعته خليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لما عرفوا من سابقته وصحبته وأعماله، ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قدمه ليصلي بالناس في أيام مرضه، فصلى بهم تلك الأيام فبايعوه وقالوا: رضينا لدنيانا من رضيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لديننا، فهو ليس أكثرهم مالا، ولا أقواهم بأسًا، ولا أعزهم عشيرة، فلم يبايعوه خوفًا من سطوته وقهره وسلطته، وإنما عرفوا فضله وسابقته، وما تميز به، وتذكروا الإشارات الدالة على أنه أولى بالخلافة، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر وقوله -صلى الله عليه وسلم- فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وثبت في الصحيحين عن أبي سعيد أنه -صلى الله عليه وسلم- خطب في آخر حياته وقال: إن أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذًا خليلًا من أمتي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبى بكر .
وفضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة كثيرة مشهورة، فمن أراد الاطلاع فليراجع كتاب الفضائل من صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن الترمذي وجامع الأصول، ومجمع الزوائد، ومستدرك الحاكم، وترتيب صحيح ابن حبان وكتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد وفي الفتح الرباني وغيرها، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

line-bottom