كيف تطلب العلم
المقدمة
الحمد لله الذي رفع المؤمنين والذين أوتوا العلم درجات، وألهم الاستغفار لهم جميع المخلوقات، ووعدهم بوافر الأجر وجزيل الأعطيات، والصلاة والسلام على خير البرية محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فإن من أعظم جوانب بناء النفس وتزكيتها، جانب العلم والتعلم: رسم> إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ قرآن> رسم> فبه يعرف المرء الحق من الباطل، وبه يميز الحلال من الحرام، ومنه يستقي حكم الله فيما يجد للعباد من نوازل وحوادث.
والحديث عن فضل العلم والتعلم ومنزلة أهله رأس> حديث يطول، وأحسب أن القارئ لم يقتن هذا الكتاب ويضمه إليه إلا إيمانًا منه بأهمية العلم ومكانته، ورغبة في اللحاق بركبه وصحبه.
وحسبنا قول الباري -عز وجل- رسم> يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ قرآن> رسم> وحديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: ذكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- رجلان أحدها عابد، والآخر عالم، فقال: رسم> فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم متن_ح> رسم> ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها والحيتان في البحر، ليصلون على معلم الناس الخير متن_ح> رسم> .
ولا شك أن النفس لتشرئب عند سماع هذه النصوص إلى طلب العلم والسعي في تحصيله، ولكن فئاما من الناس عند حماسهم واندفاعتهم يسلكون طريقا غير صائب، فيضلوا الطريق، ويخطئوا الجادة، ويسيرون على غير وجهة، ويمضون من غير هدف واضح محدد، فتجد الواحد منهم يحضر درسا ثم يتركه، ويلازم شيخا ثم ينقطع، ويقرأ كتابا أو كتبا، ثم يترك القراءة، فصار من الأهمية بمكان أن يكشف الغطاء ويحل الإشكال، ببيان طريقة طلب العلم وأسلوب تحصيله، درسا وحفظا وقراءة ودعوة.
ومن هنا كانت فكرة هذه الرسالة، التي أتت نتيجة لقاء خطّي مطول مع عالم بارع وشيخ جليل متمكن؛ ليوضح لنا طريق الطلب المختار، وذلك من خلال تجربته العريقة، ووجهة نظره الخاصة.
حيث قيدت مجموعة كبيرة من الأسئلة التي تتعلق بموضوع (طلب العلم)، وقسمتها إلى أبواب متفرقة، وعرضتها على سماحة الشيخ العلامة: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين اسم> -حفظه الله وسدد خطاه فتقبلها بقبول حسن- على رغم كثرة أعماله وأشغاله وارتباطاته وأسفاره، وأجاب عنها إجابة كافية شافية، فجزاه الله خير الجزاء وأجزل له الأجر والمثوبة ورفع قدره وذكره
<شطر> سلام الله يا شيخ المعالي
[close]
<شطر> عليـك بعـدّ حبـات الرمال
[close] <شطر> سـؤالات كـتبن لكـم فـهلا
[close]
<شطر> أجـبتم بالبنان على سؤالي
[close] <شطر> فـإن الصحـب في شوق إليها
[close]
<شطر> كظمــآن إلــى مــاء زلال
[close] <شطر> يريـدون الإجابـة من كريم
[close]
<شطر> لأجـل الدين يبذل كل غالي
[close]
وهاهي الرسالة قد صارت بين يديك، تتنقل في رياضها من موضع لآخر، تتفيأ تحت ظلالها، وتجتني من ثمارها، فإن وجدت خيرا وصوابا فاعلم أنه من توفيق الله وسداده، وإن وجدت غير ذلك فتذكر أن النقص سمة الإنسان وصفته.
ولا أنسى أن أشكر كل من ساعد وساهم في إخراج هذه الرسالة على هذا الوجه، وأخص منهم أخي محمد بن سعد آل عوشن اسم> الذي كان له إسهام كبير في الرسالة منذ أن كانت فكرة، حتى صارت كتابا ورأت النور.
أسأل الله أن ينفع بها، ويكتب أجرها، وأن يوفقنا للعمل بها والاستفادة من منهجها.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين.
مسألة>