إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
كيف تطلب العلم
22089 مشاهدة
عوائق الطلب في هذا الزمان

4- ما عوائق طلب العلم في هذا الزمان؟
أولا: الكسل والخمول الذي يعتري الكثير من الناس عن الاهتمام بالتعلم، فهو يؤثر النوم أو الانطراح على الفراش، أو الجلوس والانزواء منفردا.
ثانيا: الميل إلى المجالس العادية التي تمتلئ بالخوض فيما لا أهمية له من القيل والقال، مما يضيع به الزمان سبهللا.
ثالثا: الانكباب على سماع الملاهي في الإذاعات، والنظر في الأفلام والصور عبر الشاشات، مما يذهب وقتا ثمينا.
رابعا: الانشغال بقراءة الصحف اليومية، أو المجلات، وتتبع ما ينشر فيها، وهي مما يعوق عن التعلم المفيد.
خامسا: الاهتمام بالألعاب الرياضية، ومشاهدة المباريات، وتتبع أخبار اللاعبين، وفيه إضاعة الوقت الثمين، الذي كان الأولى استغلاله في طلب العلم.
سادسا: تقليد العصاة والمعرضين الزاهدين في التعلم والمحتقرين لأهل العلم الصحيح.