إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
كيف تطلب العلم
26066 مشاهدة print word pdf
line-top
النحو وأصول الفقه

13- المصطلح والنحو وأصول الفقه... يعدها البعض (علوم آلة) ولا يرى حاجة للاهتمام بها.. بينما يصرف فيها آخرون جل أوقاتهم، ما رأي فضيلتكم في ذلك؟
هذه العلوم من الفنون التي اصطلح العلماء على مفرداتها، وسموا أنواعها بأسماء جديدة لم تكن مما عرفه العرب، بل ولا أكثر الصحابة، ومع ذلك فلها مكانة رفيعة عند أهل العلم، فأما مصطلح الحديث فيحتاج إليه من يقرأ في كتب الحديث ويستدل بها، متى يعرف ما صح منها وما لم يصح، ويعرف أسباب الضعف التي يرد بها الحديث، فتلك المصطلحات مما استعمله المحدثون لما أسندوا الأحاديث، وحصل في الأسانيد ما يخل بالمتون، فمعرفة المحدث بتلك المصطلحات ضروري، أما من اقتصر على نقل الأحاديث من كتب موثوقة يقتصر فيها على ما صح منها، فقد يستغني عن تلك المصطلحات أحيانا.
أما علم النحو فأرى أنه لازم لطالب العلم ولا يستغني عن مبادئه التي تقيم اللسان، ويسلم القارئ من الغلط في كلام الله -تعالى- وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- وكلام أهل العلم، ومع ذلك فأرى الاقتصار منه على معرفة أصوله مع تطبيقها، ولا حاجة إلى التوغل فيه، والتوسع في الخلافات بين النحويين، فقد قال بعض العلماء: النحو في الكلام كالملح في الطعام، أي يؤخذ منه بقدر الحاجة، فأما أصول الفقه وعلوم القرآن، فأرى أنه يحتاج إليها في الجملة، وأن العالم الذي وصل إلى رتبة رفيعة في العلم لا يستغني عن تلك العلوم، ومن اقتصر على الفقه ومعرفة الأحكام والأدلة، وعرف تفسير القرآن من مراجعه فقد يستغني عن تلك الأصول والمقدمات.

line-bottom