إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
لقاء مفتوح مع الشيخ
5339 مشاهدة
فائدة طلب العلم

فمتى حصل الإنسان على هذا العلم فقد حصل على خير كثير.
فأولا: يثيبه الله تعالى على سفره.
في حديث أبي الدرداء الذي في السنن المشهور؛ قال -صلى الله عليه وسلم- من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ما أكثر ما يُستدل بهذا الحديث، ويحث به العالم طلبة العلم على أن يجدوا في ذلك؛ فالطريق يعم كل طريق قريب أو بعيد، فإذا سلك الإنسان طريقا -ولو من بيته إلى المسجد راجلا- فإنه يكون سبيله إلى الجنة؛ سلك طريقا يوصله إلى الجنة؛ أي: هذا الطريق يسلك به طريقا.
وإذا تردد على ذلك مرة بعد مرة كان ذلك مما يواصل به الطريق، وهكذا أيضا إذا قطع مسافات طويلة، ثم في هذا الحديث جُمَل تدل على فضل طلب العلم، وفضل طالب العلم؛ منها قوله: إن العالم ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر ؛ أي: تستغفر له هذه الدواب، وفي حديث آخر: إن الله وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير فهكذا طالب العلم تستغفر له الملائكة، وتستغفر له الدواب، ويستغفر له كل شيء حتى حيتان البحر، وكذلك تضع الملائكة له أجنحتها تواضعا: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع .
وهكذا أيضا في هذا الحديث أن: فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب لا شك أن هذه الفوائد تحمل العاقل على أن يواصل الطلب، وأن يجد في العلم، وأن يجد في التعلم إلى أن يحصل له ما وفقه الله تعالى، وما قدره له من الفوائد.