شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
محاضرة بعنوان السحر وأثره في العقيدة
8617 مشاهدة print word pdf
line-top
أثر السحرة على المجتمع

أما أعمالهم فإنها كثيرة، وقد سمعتم وتعلمون منها أمثلة كثيرة. قد ذكر الله تعالى منها: التفريق بين الزوجين في قوله تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ؛ أي يعمل الساحر سحرا يفرق به بين الزوجين؛ بمعنى أن الزوج يكره امرأته أو أنها تكرهه وتنفر منه مع وجود المودة بينهما ومع الألفة؛ ومع الصحبة القديمة الكبيرة ومع ذلك يسبب الشيطان التفريق بينهما.
وكذلك أيضا يسبب الشيطان والسحرة التفريق بين الأحبة؛ فكثيرا ما يصرف الرجل عن أولاده الذين هم فلذات كبده؛ بحيث أنه ينفر منهم ويكرههم ويبغضهم ويكون ماقتا لهم، كلما رأى أحدا منهم كرهه وسبه وأبغضه، ولا يدرى ما هو السبب؟! إلا عمل هذا الساحر.
وكذلك ينفر الرجل عن مسكنه بحيث إنه إذا جاء أو دخل في منزله وجد نفرة، ووجد ضيقا وحشرجة، ولا يرتاح إلا إذا خرج من ذلك المنزل.
وهكذا أيضا ينفره عن عمله إذا كان له عمل كصنعة مصنع أو متجر أو معمل من المعامل أو ما أشبه ذلك، يتوصل السحرة إلى أنه يبغض ذلك الموقع الذي يعمل فيه؛ ولو كان فيه ماله؛ ولو كانت فيه تجارته؛ ولو كانت فيه صنعته أو أمواله التي يدخرها والتي يعمل لها، كلما جاء إليها كره ذلك المكان، وضاق به ذرعا، ونفر منه. لا شك أن هذا من آثار عمل هؤلاء الشياطين، والسحرة، ومردة الجن.
وكذلك قد يتوصلون إلى قلب الحقائق كما ذكر ذلك المفسرون أنهم قد يغيرون الحقائق؛ وإن كان ذلك قد لا يكون دائما قلبهم لهذه الحقائق؛ أي كما ذكر أنهم يقلبون الإنسان إلى حيوان كما ورد ذلك في بعض الآثار إلى كلب أو إلى حمار أو ما أشبه ذلك. وكيف يتوصلون إلى ذلك؟! لا يتوصلون إلا بإعانة الشياطين ومردة الجن؛ وذلك لأن الجني هو الذي يتمكن من أن يتمثل بما يشاء، وكذلك الشيطان؛ بل وكذلك الملائكة لهم قدرة على أن يتمثلوا بصور يتمثلون بها.
فالشيطان والجني يظهر أحيانا بصورة إنسان، بصورة هرم أو بصورة شاب، أو بصورة حيوان ككلب أو حمار أو طير، يتمثل الجني بذلك، عنده القدرة أقدرهم الله تعالى؛ لأنهم أرواح فيتمثلون أمام أعيينا بهذه الأمثلة. فإذا صار لهذا الشيطان الإنسي سلطة سلط وليه من الجن على أن يلابس هذا الإنسان، وأن يغير صورته وهيكله إلى أن يصير إلى هذا الحد إلى أن يقلبه بهيمة أو طيرا أو نحو ذلك، هذا كله بواسطة الشياطين التي تخدمهم.
وقد تخدمه الشياطين وتجري على يديهم أشياء خارقة للعادة، فقد تحمل أحدهم الشياطين والجن وتقطع به مسافة طويلة، كما يحكى عن بعضهم أنهم يركبون عسيبا عسيب نخل، ثم يطير بهم ذلك العسيب فيقطعون مسافة طويلة؛ حتى يدعي بعضهم أنه يطير من أقصى بلاد الهند يوم عرفة، ويقف مع الحجاج في يوم عرفة، ويرجع في يومه. لا شك أن ذلك بواسطة الجن التي تحمله ومتشيطنة الجن. أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في آخر كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وذكر أنه يعرف من ذلك أمثلة، ويسمي ذلك: الأحوال الشيطانية. فهؤلاء يتوصلون إليه بواسطة عبادة الجن والتقرب إليهم، وعبادة الشياطين وطاعتهم في معصية الله سبحانه وتعالى.

line-bottom