لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
محاضرة عن القرآن والسنة
8211 مشاهدة print word pdf
line-top
تدبر القرآن الكريم


كانوا بعد ذلك يحرصون على تدبره وتعقله وتعلم ما فيه؛ لأن الله أمرهم بأن يتدبروه ويتعقلوه ويتعلموا ما فيه يقول الله -تعالى- لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ يتدبروه أي يتعقلوه وكذلك قال- تعالى- أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا أي لماذا لا يتدبرونه ويتفهمونه؟!! ويقول الله -تعالى- في المعرضين عنه: فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا أي بسبب أنهم معرضون عنه منشغلون عنه.
وكذلك قال -تعالى- أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ أي لماذا لم يتدبروا هذا القول الذي أنزل عليهم؟!
من آثار ذلك كانوا يهتمون بتعلم معانيه فيقول عبد الله بن حبيب السلمي حدثنا الذين كانوا يقرئونني القرآن أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا، مع أن القرآن أنزل بلغتهم وهم يعرفون ما تحتوي عليه تلك الكلمات؛ لأنها كلامهم الذي كانوا يتكلمون به بطلاقة دون أن يحتاجوا إلى تعلم مفردات الكلمات، ولكن مع ذلك يتعلمون ما يخفى عليهم وكذلك يتعلمون كيفية التطبيق وكيفية العمل به، فهذه حالة الصحابة وكذلك حالة من بعدهم.
ولقد اهتم الصحابة وتلامذتهم بتعلم القرآن وبتعليمه وبتفسيره وببيان معانيه؛ والدليل على ذلك كثرة ما نقل عنهم من الآثار التي فسروا بها القرآن، وبينوا معنى كل كلمة ومعنى كل جملة، لا شك أن هذا دليل على أنهم أولوه عناية واهتماما، كذلك أيضا من بعدهم إلى يومنا هذا قد اهتم العلماء بالقرآن وفسروه ووضحوا ما فيه، وبينوا لمن بعدهم كيف يتعلم وكيف يعمل وماذا يستنبط من النصوص وماذا تحتوي عليه تلك القصص وما أشبهها، وكذلك أيضا ما فيه من العبر وما فيه من الأمثال.
معروف أن القرآن يحتوي على قصص من قصص الأنبياء، لماذا قصها الله؟ أولا: تسلية النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما يسمع من قومه شيئا من الرد عليه أو التكذيب أو الاعتراض على رسالته، فإذا تليت عليه أخبار الأنبياء قبله وما حصل لهم تسلى وصبر وصابر وبادر بالمبادرة في إبلاغ قومه وفي تعليمهم، كذلك أيضا يحتوي القرآن على أحكام؛ آيات كثيرة فيها ذكر الأحكام ذكر الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وذكر الحلال والحرام الذي فرض الله علينا وألزمنا به، هذه الآيات علينا أن نحرص على العمل بها وأن نتعلم ما فيها حتى نعمل على بصيرة.
كذلك يحتوي على وعد ووعيد يحتوي القرآن على ذكر الوعيد لمن عصى الله والوعد لمن أطاعه، وذكر الثواب والعقاب وذكر الجنة والنار وذكر التخويف والتهديد وذكر الثواب لمن أطاع الله والعقاب لمن خرج عن طاعته. كل ذلك من محتويات القرآن واجبنا إذا قرأناه أن نحرص على أن نكون من أهل ذلك الثواب الذي ذكر الله أن القرآن يحتوي عليه كما في الآية التي ذكرنا: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا نحرص على أن نكون من المؤمنين حتى نحصل على ذلك الأجر الكبير وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا نحرص على ألا نكون من المعرضين ولا من المكذبين حتى لا نكون من أهل ذلك العذاب.

line-bottom