الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما
فضل الشهادتين
يجد القارئ في كتب الحديث والسنة كثيرا وكثيرا من أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- تتضمن فضل هاتين الشهادتين رأس> والبشارة لمن أتى بهما بالجنة والرضوان، والسعادة والنجاة من عذاب الله وسخطه ؛ فمن ذلك حديث عبادة بن الصامت اسم> -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل متن_ح> رسم> متفق عليه حديث> ، وفي رواية: رسم> أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء رسم> ، وفي صحيح مسلم اسم> وغيره عن عثمان اسم> -رضي الله عنه- مرفوعا رسم> من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة رسم> متن_ح> ، وعن أبي هريرة اسم> -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة رسم> ، وعن عبادة بن الصامت اسم> -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: رسم> من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله؛ حرم الله عليه النار رسم> متن_ح> ، وعن أنس بن مالك اسم> -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لمعاذ بن جبل: اسم> رسم> ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار رسم> ، وعن عتبان بن مالك اسم> -رضي الله عنه- في حديثه الطويل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله رسم> متن_ح> .
وكل هذه النصوص في الصحيحين أو أحدهما، ودلالتها ظاهرة على فضل الإتيان بهاتين الكلمتين، حيث رتب على ذلك دخول الجنة وفتح أبوابها الثمانية، والتحريم على النار، وورد أيضا ترتب العتق من النار على ذلك؛ فقال -صلى الله عليه وسلم- رسم> من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وأنبياءك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، ومن قالها أربعا أعتقه الله من النار متن_ح> رسم> رواه الترمذي اسم> وأبو داود اسم> عن أنس اسم> رضي الله عنه حديث> ، وورد أيضا في فضل هذه الكلمة أنها ترجح بالسيئات، بل بجميع المخلوقات إلا ما شاء الله، فروى ابن حبان اسم> والحاكم اسم> وصححه عن أبي سعيد الخدري اسم> -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> قال موسى: يا رب، علمني شيئا أذكرك وأدعوك به. قال: يا موسى، قل لا إله إلا الله. رسم> متن_ح> قال: رسم> يا رب، كل عبادك يقولون هذا. رسم> وفي رواية قال: رسم> لا إله إلا أنت، إنما أريد شيئا تخصني به. قال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله رسم> .
وروى الإمام أحمد اسم> عن عبد الله بن عمرو اسم> عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> إن نوحا -عليه السلام- قال لابنه عند موته: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ولا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لفصمتهن لا إله إلا الله متن_ح> رسم> ، وروى الترمذي اسم> وغيره عن عبد الله بن عمرو اسم> حديث صاحب البطاقة رسم> الذي يدعى يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا -يعني من السيئات- ثم يخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا اسم> عبده ورسوله، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة رسم> .
فأنت ترى هذه النصوص الصحيحة قد أفادت النجاة والفوز لأهل هذه الكلمة، ولكن لا بد من تحقيقها والعمل بمقتضاها، فإن هذه الأدلة المطلقة تحمل على الأخرى التي قيد فيها الإتيان بالشهادتين بالإخلاص والصدق... إلخ؛ لتكون بذلك مؤثرة في العمل والسلوك.
مسألة>