إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
اللقاء المفتوح
6298 مشاهدة
خاتمة

ونقتصر على هذا لنشتغل بجواب الأسئلة، ونسأل الله سبحانه وتعالى العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة، ونسأله سبحانه أن يعز الإسلام وأهله، وأن يُذِلَّ الشرك وأهله، ونسأله أن يرحم المسلمين، وأن يَعُمَّهُمْ بواسع فضله، وأن يثبتهم على الدين القويم، وأن يرزقهم الاستقامة، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب، ونسأله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين، ويذل الشرك والمشركين، ويدمر أعداء الدين، وأن يُصْلِحَ أئمة المسلمين وولاة أمورهم ويجعلهم هداة مهتدين؛ يقولون بالحق وبه يعدلون. والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
أسئـلة


بسم الله الرحمن الرحيم .
س: يقول السائل: أنا رجل عندي مال كثير وكله من الربا وأنا الآن تائب إلى الله سبحانه وتعالى؛ فماذا أفعل في مالي الكثير: السيارة والبيت...؟
يقول الله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ فإذا كان لك أموال عند الناس ربا، فإنك تتركها دينا. دَيْن عند هذا ربا؛ تقتصر على رأس مالك، وأما الأموال التي قد قبضتها؛ فتكفي فيها التوبة. الله تعالى يقول: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ كان الجاهليون إذا كان عند الإنسان دَيْنٌ مثلا خمسين ألفا جاء إليه وقال: حلت الخمسون؛ إما أعطنيها وإلا جعلتها ستين، فيقول: ما عندي فيجعلها ستين، ثم في السنة التي بعدها يقول: حَلَّ عليك ستون ألفا، أعطنيها وإلا جعلناها ثمانين؛ فيجعلها ثمانين مثلا. ثم بعد مدة إذا حلت قال: حلت ثمانون، أعطنيها وإلا جعلناها مائة ألف فيجعلها مائة ألف، ثم إذا حلت قال: أعطني مائة ألف، وإلا جعلتها مائة وخمسين! وهكذا تتضاعف، ولذلك قال تعالى: لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً فإذا كان لك عند أحد أموال مثل هذا؛ يعني: من أموال الربا التي يضاعفونها كلما حل؛ فإنك تترك الزائد، وتقتصر على أَخْذِ رأس مالك. يعني: بعض الناس إذا كان عندك له دَيْنٌ يجيء إليك ويقول: عندك لي مائة ألف أعطنيها، فتقول: ما عندي؛ فيقول: أبيعك سيارتين مثلا قيمتهما مائة ألف، أبيعك السيارتين بمائة وخمسين فتشتري السيارتين بمائة وخمسين وتعطيه المائة؛ تبيعها بمائة، ويكتب في ذمتك مائة وخمسين. ثم إذا حلت قال: أعطني المائة وخمسين، فتقول: ما عندي، فيقول: أبيعك ثلاث سيارات قيمتها الآن مائة وخمسين؛ أبيعك إياها بمائتين أو مائتين وعشرين، فتتضاعف؛ يكون أصلها مثلا مائة ثم تكون مئات؛ هذا من الربا؛ يتوب من كان يتعامل بذلك.

س: .........................؟
على المسلم أن يبتعد عن كل شيء يقدح في عقيدته السحر عمل شيطاني الساحر بَشَرٌ إنسانٌ رجلٌ مثلك، مثلنا ومثلك، فكيف مع ذلك يتوصل إلى أنه يَعْقِدُ بين اثنين؟ أو يُفَرِّق بين اثنين؟ أو يقلب الحقائق؟ كيف يتوصل إلى هذا؟ لأنه يعبد الشياطين، ويعبد مَرَدَةَ الجن! فهو يسجد للشيطان، ويدعو الشياطين والجن، ويذبح لهم، ويناديهم بأسمائهم، وإذا أطاعهم قالوا له: نحن نخدمك؛ أنت الآن صرتَ عبدا لنا، أنت تعبدنا، نحن نخدمك. مُرْنَا، فيقول: يا فلان- اسم جني مثلا- أَوْقِعِ الوحشة بين فلان وامرأته، أو بين فلان وأولاده.
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ الشياطين يدخلون في الإنسان حتى يصل إلى قلبه، ويوسوس إليه، ولكنه إذا استعاذ بالله انخنس، ولذلك قال تعالى: مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ فهو وسواس إذا غفلت؛ إذا غفلت وسوس، وإذا تعوذت انخنس.
فنقول: إن الساحر مُشْرِكٌ، وإن الذي يأتيه ويقره، ويطلب منه عمل سحر، أو يطلب منه فك سحر يعتبر قد أقره على شركه، وخالطه في عمله؛ فيكون بذلك كفرا.
السحر كفر، قال تعالى: وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ؛ فالشياطين هي التي تُعَلِّمُ السحر، هي التي تقول لهذا الخادم لها: افْعَلْ كذا، وافعل كذا، فيكون ذلك كفرا. أيحب أحدنا الكفر؟! أيرغب أن يخرج من الإسلام، ويكون مع الكفرة؟ ويكون مع عُبَّاد الشياطين؟!
فنقول: إذا عرفتم أحدا يعمل السحر فارفعوا أمره إلى القاضي بعد أن تُثْبِتُوا ذلك عليه، وللقاضي أن يقتله؛ يأمر بقتله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: حَدُّ الساحر ضَرْبةٌ بالسيف هذه عقوبته؛ فلا يجوز إتيان السحرة. أما إذا ابْتُلِيَ الإنسان وأصيب بالسحر:
أولا: إن هذا من آثار الغفلة؛ من آثار غفلتك؛ فلو كنت تتحصن بالأوراد، وبالعبادات، وبالقراءة، وبالذِّكْرِ؛ فإن الشياطين لا يقدرون عليك، ولا يستطيعون أن يوصلوا إليك ضررا، ولكن إنما يصاب؛ أكثر مَنْ يُصَاب بالسحر هم أهل اللهو، وأهل الغناء، وأهل المعاصي؛ فإن الشياطين ما تألف إلا البيوت التي فيها محرمات؛ هذه المحرمات مثل الدشوش، والصور الخبيثة؛ الأفلام الهابطة، أجهزة الأغاني، وما أشبهها؛ هذه سلاح الشياطين، تتسلط بها الشياطين، وتسكن في البيوت التي تُعْمَرُ بهذه الملاهي وما أشبهها، وأما البيوت التي فيها ذكر الله فإنها لا تقربها؛ كما جاء في الحديث: أن الشيطان يَهْرُبُ من البيت الذي تُقْرَأُ فيه سورة البقرة ؛ فَمَنْ عمل هذا السحر، أو مَنْ أَقَرَّهُم أو مَنْ ذهب إلى السحرة فهو شريك لهم.

س: سائلة تسأل عن حكم لبس النقاب الذي به فتحات ؟
يجوز إذا كان فتحاته ضيقة؛ إذا كانت الفتحات بقدر سواد العين؛ لأجل أن تنظر منها، وأما هذا النقاب الواسع الذي تخرج منه الوجنة والحاجب، تخرج الوجنة، والحاجب، والأنف، ونصف الوجه، وبعض الجبين فهذا لا يجوز؛ لأنه فتنة.

س: هل عليه إثم إذا علم أن زوجته تذهب إلى السوق لغير ضرورة، وتذهب إلى الأفراح؟
عليه إثم؛ إذا علم ذلك فإنه يمنعها، ويأخذ على يدها؛ فلا تخرج إلى السوق إلا لضرورة، وتخرج متسترة محتشمة، وكذلك أيضا تخرج وهي معها محرم؛ حتى لا يقربها أحد، ولا يراودها، وأما الأفراح التي فيها منكرات، كالطبول، والاختلاط، والتصوير، والرقص الذي فيه منكر؛ فلا يجوز، لا يُمَكِّنها أن تذهب إلى ذلك.

س: فضيلة الشيخ: ما حكم التأمين على السيارة ونحوها؟
لا يجوز، الإنسان يرضى بما قدر الله؛ عليه أن يتثبت في سيره، وأن يتأنى، ولا يتعرض للأخطار، والله تعالى يقيه من الأخطار إذا تَأَنَّى وتوقى، ولا حاجة به إلى هذا التأمين، وذلك لأن هذه الشركات تأكل أموال الناس، قد يكون الإنسان يعطي الشركة كل شهر مثلا خمسمائة، ثم يبقى عشر سنين وهو لم يَحْتَجْ إليهم، وهم يأخذون منه كل شهر؛ فلا يَرُدُّون عليه هذه الأموال التي أخذوها؛ فدل على أنهم يأخذون أموالا بغير حق.
ثم كثير من السواقين إذا أَمَّنَ على سيارته تعرض للأخطار، فأخذ يفحط، ويجاكر، ويسرع ويتهور، وإذا قيل له: ترفق؛ يقول: الشركة قوية!! فيسبب أحداثا، ويسبب اصطداما، ويسبب وفيات فيتعرض لإضرار الناس؛ فنرى أنه لا يجوز التأمين.

س: فضيلة الشيخ: متى يكون الدَّيْن مانعا من الحج؟
إذا كان أهل الدين يمنعون الإنسان من الأسفار، فإذا كان عليك دَيْنٌ ومنعك أهله أن تسافر مثلا إلى رنيه أو إلى بيشة أو إلى الطائف ؛ إذا أردت أن تسافر قالوا: لا تسافر.. أعطنا أجرتك، عليك دَيْنٌ لنا، أنت تخسر في هذه السفرة مائة ريال أو خمسين، أعطناها، ولا تسافر. في هذه الحال سوف يمنعونه من مكة وأما إذا كان يسافر إلى الرياض أو إلى المدينة أو إلى جدة أو إلى الباحة أو إلى جيزان ولا يمنعونه فإنهم- إن شاء الله- لا يمنعونه من مكة .
س: فضيلة الشيخ: مَنَّ الله في هذه البلاد على كثير من الشباب بالهداية... فما نصيحتكم لهم؟
نصيحتنا لهم أن يتعاونوا ويقيموا دروسا للفائدة. قد سمعتم أن في هذا المسجد مكتبة خيرية، وكذلك أيضا بمكتب الدعوة توعية الجاليات مكتبة كبيرة، وكذلك أيضا الكتب الكثيرة متوفرة، فوسائل العلم- والحمد لله- كثيرة؛ فهؤلاء الشباب الذين مَنَّ الله تعالى عليهم بالاهتداء نوصيهم فنقول لهم: احرصوا على التعلم، واحرصوا على الاستفادة، فإذا كان عندكم في البلد أحدٌ من العلماء، فاجلسوا عليه، واقرءوا عليه.
القاضي مثلا عنده علم يجلس لكم ساعتين في الأسبوع أو ثلاث ساعات، المدرس عنده علم أيضا يجلس لكم كل يوم أو كل يومين ساعة أو نصف ساعة، وكذلك الخطباء ونحوهم لا بد أن يوجد في البلاد مدرسون وخطباء وقضاة، فهؤلاء عليهم أن يبذلوا العلم لهؤلاء الطلبة، وإذا لم يجدوا فإن في إمكانهم أن يجلسوا في المكتبات الخيرية، مكتبات المساجد ثم يقرءون للاستفادة، اقرأ علينا يا فلان هذا الباب من أبواب كتاب التوحيد، ثم بعد ذلك هذا الباب من أبواب الفقه، هذا الباب من الحديث، وهذه السورة تفسيرها وبيان معناها يقرءون ويتزودون، وإذا أشكل عليهم شيء فإنهم يكتبون ما يشكل ويسألون عنه من يعرفه كالقضاة ونحوهم.
وهكذا أيضا إذا عقدوا اجتماعات في منازلهم، الكتب- والحمد لله– توفرت طالب العلم يسهل عليه أن يجمع كتبا في العقيدة وفي الأحكام وفي الآداب؛ فإذا اجتمعوا هذه الليلة عند فلان ساعة بعد العصر أو بعد العشاء أو بين العشاءين، وقرءوا في كتاب التفسير، ثم قرءوا بعد ذلك في كتاب شروح الأحاديث، ثم في الفقه، ثم في الأحكام، ثم في الآداب، ثم في اللغة استفادوا فائدة كبيرة.

س: فضيلة الشيخ: .. أشهد الله أني أحبكم .... حججت قبل سنوات في مثل هذه الأيام وقد أقلتنا حافلة، ثم تحركنا بعد العصر في الطريق.. فلم نستطع النزول.. من خروج وقت الصلاة ...فصليت وأنا في الحافلة ولا أدري صلاتي هذه جائزة أم لا، فماذا أفعل إن كانت باطلة فلم نستطع النزول... وجزاكم الله خيرا.
كان على الركاب أن يوقفوا هذا السائق وقت الصلاة، وأن يمنعوه من المواصلة؛ وذلك لأنهم في بلاد إسلامية- سيما الذين يتوجهون إلى الحج أو غيره- يوقفونه إذا خافوا أن تفوت الصلاة حتى يؤدوا الصلاة. بكل حال أنت اجتهدت، إذا بذلت الجهد ولم تجد من يساعدك على إيقاف السائق اجتهدت، ولا إعادة عليك.

س: يحدث عندنا في معارض السيارات يبيع صاحب المعرض السيارة.. بشرط أن ... ثم يشتريها منه صاحب المعرض، فما الحكم في ذلك؟ أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيرا.
لا شك أن فيه ضررا بهؤلاء الضعفاء الفقراء، ولكن تحملهم الحاجة، وأكثر ما يفعلون ذلك إذا كان عليهم ديون، وشدد أهلها في المطالبة، فيحتاجون إلى أن يأتوا إلى التاجر ويقولون: أعطنا دَيْنًا، فيقول: ما عندي إلا سيارة، أشتري لك سيارة من المعرض. هم مضطرون إلى ذلك، صاحب المال التاجر يشتري السيارة، وإذا اشتراها فلا يبيعها وهي في مكانها؛ بل يُغَيِّرُ مكانها، ولو من مظلة إلى مظلة، ثم بعد ذلك يقول: هذه السيارة اشتريْتُهَا من المعرض، ودفعت ثمنها، وهي في ملكي الآن. اشتريتها مثلا بستين، ولا أبيعكها دَيْنًا إلا بسبعين، أو بخمسة وسبعين، وقد يقول بعضهم: بثمانين أو نحو ذلك؛ ففي هذه الحال إذا كنت مضطرا فلك أن تشتريها بالثمانين، ولكن لا تَبِعْهَا وهي في مكانها؛ غَيِّرْ مكانها أيضا؛ انقلها من مظلة إلى مظلة، أو من معرض إلى معرض، ثم بعد ذلك تبيعها على صاحب المعرض، أو على غيره بالثمن الذي يناسبك؛ هذا لا بأس به.
أَمَّا أن صاحب المعرض يشترط أنكم لا تخرجوها؛ بل اتركوها حتى أشتريها أنا. ما يجوز له هذا؛ لأنه إذا باعها ووصل إليه ثمنها، فنقول له: خَرَجَتْ من ملكك، ثم حرام إن أراد أن يبيعها عليكم، أو على المعرض الثاني أو غيره.
س: هل الذي يحج عن شخص آخر يكون له من الأجر والفضل...؟
أولا: النائب إما أن يكون متبرعا، أو أن يكون حَجَّ بأجرة، فإذا كان متبرعا؛ تبرع عن أبيه، أو عن جَدِّهِ، أو عن أحد أقاربه الأموات ونحوهم، فَأَجْرُهُ كبير؛ حتى سمعت بعض طلبة العلم يقول: إنه جاء أن له أجر عشر حجات؛ الذي يحج عن أبيه، أو عن جده، أو نحو ذلك.
وأما الذي يحج عن غيره بأجرة. نرى هذا أنه لا يجوز إلا إذا كان ذلك الإنسان يشتاق إلى الحج، ولكنه لا يقدر من ماله على الحج؛ يتمنى أن يصل إلى المشاعر ويقول: ما أشوقني إلى تلك المشاعر! وما أشوقني إلى تلك الأماكن! وإلى الوقوف مع أولئك الْحُجَّاج، ولسان حاله يقول:
انقطعنـا ووصلتـم فـاعـلمـوا
واشكروا المنعـم يـا أهـل مـنى
ما قـطـعتـم واديـا إلا وقــد
جئته أسـعـى بـأقـدام الـمُـنى
سار قلبـي خـلـف أظعـانكـمُ
غـير أن العـذر عَـاقَ الـبـدنـا
فهو يقول: إني أشتاق إلى الحج ولكن لا أجد مالا، فيأخذ منك، أو من فلان مَالًا يحج به لأحد أقاربك، ويكون قصده الحج؛ ليس قصده المال؛ في هذه الحال يدعو الله تعالى
فأولا: عند الإحرام بالعمرة يقول: اللهم تقبل عمرتي عن فلان.
وعند الإحرام بالحج: اللهم تقبل حجي عن فلان.
وعند الذبح: اللهم تقبل فديتي عن فلان.
بعد ذلك- بقية الأدعية- يدعو لنفسه، ويدعو لمن تَوَكَّلَ عنه، ويدعو دعاء عاما؛ اغفر لنا، وارحمنا، وأدخلنا الجنة، وأنجنا من النار؛ تنزل عليه الرحمة مع أولئك الْحُجَّاج، ويغفر الله له، ويدخل في قوله في الحديث القدسي: انصرفوا مغفورًا لكم هذا إذا كان قصده الحج، وأما الذين يبيعون أعمالهم؛ فليس لهم إلا ما أخذوه من الدنيا.

س: فضيلة الشيخ: ما حكم تسوية الشعر وتدليكه قبل أو بعد الإحرام ؟
قبل الإحرام لا بأس به، وإذا احتاج إلى غسله بعد الإحرام؛ غسل رأسه، وكان عليه شعر، ولو تساقط منه شيء. إذا دَلَكَ شعر رأسه، أو شعر لحيته فلا يضر؛ إنما الذي يُنْهَى النتف أو الْقَصُّ بعد الإحرام.

س: المرأة التي... الأضاحي.. هل لها أن تستقل بالأضحية أم تكتفي بأضحية زوجها..؟
تكتفي، إذا كانوا أهل بيت واحد يكفيهم أضحية واحدة.

س: هل يشرع في هذه الأيام التكبير ... عقب الصلوات؟
يشرع في كل الأوقات، لكن بعد الصلوات يَبْدَأُ بالأذكار الواردة، تسأل؛ الاستغفار واللهم أنت السلام، سبحان الله والحمد لله والله أكبر. بعد الفراغ يُصَوِّتُ بالتكبير.

س: هل للعمرة وداع ؟
الصحيح أنه ليس لها وداع. الوداع إنما جاء في الحج.

س: فضيلة الشيخ إذا كان إنسان يريد شراء أرض من إنسان .. من البنك العقاري...، فهل يجوز هذا؟
لا يجوز؛ لأن المال هذا؛ يعني: الذي هو القرض من البنك العقاري يُعْتَبَرُ ملكا للدولة، ولا يجوز أن يأخذه إلا من هو خرج باسمه، والحكومة لا توافق على بَيْعِهِ؛ وبَيْعُهُ يكون بيع دراهم بدراهم، يجوز أن يوكلك إذا كان اسمه قد خرج، وصار له رخصة في أن يبني، ولكنه مُسْتَغْنٍ فيوكلك على عمارة أرضه، واستلام قرضه؛ فإذا انتهت العمارة بعد ذلك تتفقان على شرائها. تبنى باسمه، وتقبض القروض باسمه.

س: فضيلة الشيخ: بجواري مسجد صغير وليس له إمام راتب والجماعة الذين يصلون فيه . عدة أشخاص، . والمسجد الذي أذهب إليه أكثر جماعة، فهل أصلي في المسجد الصغير وأصلي بهم؟ أم أذهب للمسجد الأكثر جماعة؟ أفتونا وجزاكم الله خيرا.
نرى أن عليك أن تصلي بهؤلاء؛ إذا لم يكن فيهم أحد يصلح للإمامة فصل بهم واحتسب ولك أجر، ولو كان ذلك أكثر جماعة.

س: شخص به سحر يؤثر عليه في بعض الأوقات ويؤثر في تصرفات...، وقد ذهب إلى الرقية الشرعية ولكن الحال كما هو، فهل يجوز الذهاب إلى الساحر الذي فعل هذا السحر لكي يُذْهِبَهُ عنه، مع اعتقاده بأنه كذاب، لا ينفع ولا يضر؟
إذا عرف الذي عمل له السحر يَرْفَعُ بأمره إلى القاضي، والقاضي يقول له: حُلَّ سحرك وإلا قتلناك؛ إذا تُحُقِّقَ بأنه هو الذي عمله. ونقول: إن العلاج الصحيح هو الرُّقْيَة، ولكن الرقية لها شروط:
فلا بد أولا: أن يعتقد أنها مؤثرة ومفيدة، ولا تنفع الذي يقول: أفعلها أُجَرِّبُ؛ أشوف تنفع أو ما تنفع! ما تفيده. لا بد أن يجزم بأنها هي الشفاء.
ثانيا: ما تنفع الذي عنده معاصٍ، وفي بيته آلات لهو: دشوش أو أفلام أو أغان أو ما أشبه ذلك.
ثالثا: لا بد أن يكون الراقي الذي يستعمل القراءة، أن يكون من أهل التقى، من أهل الكسب الحلال، والمطعم الحلال، والإخلاص، والمعرفة والعلم، والعمل؛ فإذا اجتمعت فإنها تؤثر القراءة.
كثير من الذين يقرءون ما قصدوا إلا المال، يقصدون جَمْعَ الأموال بهذه الرقية؛ فلأجل ذلك لا تُفِيدُ رقيتهم.

س: فضيلة الشيخ: نشكو إلى الله سبحانه وتعالى حالنا في قطيعة.. حذرنا من قطيعة الأرحام وهجر الأقارب .. السلام .. فما هو رأيكم...؟
نصيحتنا لكل مسلم أن يعرف حقوق أقاربه، وأن يصلهم، ونقول: الواجب أن يُنَبّه الناس عموما في أوقات الجمعة، في صلاة الجمعة؛ لأنها التي تجمع خلقا كثيرا، فَيُضَمِّنُ الخطيب خطبته فضل صلة الرحم، وعقوبة القطيعة، وبيان آثارها، ويذكر بعض الأحاديث مثل قوله صلى الله عليه وسلم: الرحم مُعَلَّقَةٌ بالعرش. تقول: مَنْ وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله وكذلك في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول: أنا الرحمن. خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي؛ فَمَنْ وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته ونحو ذلك من الأدلة من الكتاب والسنة.
فَنَبِّهُوا من تعرفونه من أولئك القاطعين أو المتهاجرين حتى يتوب الله تعالى عليهم ويرحمهم، جاء في حديث: دَبَّ إليكم داء الأمم قبلكم -يعني الأمراض الفتاكة في الأمم قبلكم- العداوة والشحناء، وهي الحالقة؛ لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين نتواصى بأن ننصح إخواننا.

س: فضيلة الشيخ: ما هو الأفضل في حق المرأة وهي الزوجة إذا كانت قادرة ومستطيعة ماليا؛ فهل الأفضل أن تستقل بأضحية تقوم بشرائها من مالها أم تشارك زوجها...؟
الأصل أن أهل البيت يُضَحُّون بأضحية، ويكفيهم واحدة كما سبق في سؤال مثل هذا، ولكن إذا أرادت أن تُشْرِكَ أبويها أو أمواتها أو نحوهم من الذين تريد أن تحسن إليهم؛ فلها أن تستقل بأضحية، وتقول: هذه عني وعن أَبَوَيَّ وعن إخوتي أو أجدادي ونحوهم.

س: إذا كان ... حتى اليوم السابع من هذا الشهر، ثم نوى الحج فهل يقص شعره وأظافره؟
يتركها، ولكن إذا كان متمتعا، وانتهى من العمرة فإنه يُقَصِّرُ من شعره؛ لأن التقصير يعتبر نُسُكًا، وكذلك إذا رمى الجمرة يوم العيد؛ فإنه يُقَصِّرُ أو يحلق؛ وذلك لأنه نسك، ولو قبل أن تذبح أضحيته في بلده؛ لأن هذا من الأنساك والأعمال: مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ
س: فضيلة الشيخ: حياكم الله،... ما قول فضيلتكم فيمن يكون قد تجاوز الميقات بدون إحرام؟
الْأَوْلَى التقيد بالتعليمات وبالأوامر الحكومية حتى لا يتعرض للجزاء أو للمخالفات التي فيها ضرر. ولكن إذا كان مضطرا محتاجا إلى أداء المناسك؛ في هذه الحال أن يُحْرِمَ بثوبه، أو يحرم بثوبه وعمامته، ثم بعد ذلك إذا تجاوز التفتيش خَلَعَ ذلك، ولبس إحرامه، ويكون عليه فديتان؛ فدية عن اللباس، وفدية عن تغطية الرأس -إن غطاها- والفدية سهلة؛ صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، أو ذبح شاة. يُخَيَّرُ. الأسهل عليه يفعله، إلا أن الصيام يصح في كل مكان، وأما الإطعام والذبح فإنه في مكة لمساكين الحرم .
س: فضيلة الشيخ؛ .... في يوم عرفة شربت الدخان فما الذي يترتب على ذلك؟ وهل عليه إعادة الحج؟
لا يلزمك إعادة الحج، ولكن ننصحك يا أخي أن تقلع عن هذا الدخان؛ فإنه مرض وضرر؛ ضرر متحكم، ضرر شديد، فَتَّاٌك بأهله، يُحْدِثُ أمراضا خطيرة؛ يحدث أشد الأمراض حتى قيل:
سـرطانُ سُـلٌّ والسعال وسكتـةٌ
وسُـكَّرٌ أسقـام تنشـأ عـن التتتن
تَبًّـا لشاربـه كيف المقـام على
ما ريحه يشبه السرجين من عطن؟!
السرجين هو زبل البهائم بل أشد! فتب إلى الله، وتركه يسير، ولكنه يحتاج إلى قوة، ويحتاج إلى عزيمة؛ فإذا أردت التوبة عنه فاتركه مرة واحدة، ولا تقل: أتركه بالتدريج فإن ذلك لا يفيد.

س: فضيلة الشيخ: ماذا أفعل إذا لم أجد مكانا في منى ؟
تنزل في أقرب ما يكون إليها؛ إما من جهة مكة وإما من جهة مزدلفة تنصب خيمتك في أقرب مكان، ولو اتَّصَلَتِ الخيام إلى نصف مزدلفة فلك عذر.

س: فضيلة الشيخ: عملت عمرة في رمضان هذا العام، وأريد أن أحج في هذا العام حجا متمتعا. هل تكفي تلك العمرة؟ مع أني سوف أذهب إلى الحج في يوم ثمانية؟
تكفي العمرة، ولكن إذا أحرمت بعمرة أخرى أصبح عليك دَم التمتع، وإن أحرمت بدون عمرة بل بالحج سقط عنك دم التمتع. الْمُفْرِدُ ليس عليه فِدْيَةٌ.

س: فضيلة الشيخ: ما حكم العزاء.. في بيوت العزاء؟
ما ينبغي الإسراف في ذلك، ولكن أقاربهم وجيران أهل الميت يصلح لهم طعاما يوما أو يومين أو على الأكثر ثلاثة أيام، ولا يكون فيه إسراف.

س: نرجو من فضيلتكم بيان أفضل الأوقات لإجابة الدعاء في أيام الحج؟
في عشية عرفة جاء فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي عشية عَرَفَةَ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مع أن هذا ثناءٌ وليس بدعاء، ولكن يقوم مقام الدعاء. وبكل حال يوم عرفة يوم الدعاء يجتهد فيه بالعشي يعني بعد صلاة الظهر والعصر من وقت الظهر إلى غروب الشمس، وهو يدعو.
كذلك أيضا الدعاء في الطواف، والدعاء في السَّعْيِ، وكذلك الدعاء في مزدلفة في آخر الليل؛ بعد صلاة الصبح؛ الدعاء بعد رَمْيِ الجمرتين؛ الجمرةِ الصغرى، والجمرة الوسطى؛ يرفع يديه ويدعو بما تيسر. هذه أهم الأوقات التي يدعى فيها.

س: ما معنى التعدي في الوضوء ؟
الإسراف فيه؛ يعني: الإكثار من صب الماء؛ فإنه مَنْهِيٌّ عنه، ولو كان الإنسان على نهر يجري: لا تُسْرِفْ ولو كنت على نهر جار، هذا من التعدي.
كذلك أيضا غسل الأعضاء أكثر من ثلاث؛ السُّنة أن يغسل الوجه ثلاثا، وكل يد وكل رجل ثلاثا ثلاثا، فالزيادة على ذلك تعتبر من الإسراف.

س: ما حكم الكذب على سبيل المزاح ؟
لا يجوز إذا كان الحاضرون يصدقونك، ويعتقدون أنك صادق، وأما إذا كان على وجه المزاح، ويعرفون أنك إنما تُرِيد المزاح، وليس ذلك يقينيا حقيقيا، فإنه مما يعفى عنه.

س: أنا شاب قد أديت الحج قبل سنوات، ولم أكن مُحَافِظًا على الصلاة في أوقاتها، وأنا الآن محافظ عليها، فهل يُقْبَلُ حجي؟ أمْ علي الإعادة؟
يُقْبَلُ -إن شاء الله- والتوبة تمحو الذنب. حافظ على ذلك، واحرص على أنك تؤدي الأعمال الصالحة، ومنها الحج.

س: هل تجوز التضحية عن الذي يتهاون عن الصلاة ، ويصلي فرضا، ويترك فرضا، ويصلي بعض الصلوات في المنزل...؟
لا شك أنه إذا كان يترك الصلاة تركا كليا بحيث إنه لا يصليها لا في البيت ولا في المسجد أنه يعتبر ما تقبل منه أعماله -والعياذ بالله- وأما إذا كان يصليها، ولكنه يتكاسل ويتأخر فينصح، ومع ذلك تجزئ عنه الأضحية والصدقة.

س: .. وأخرج زكاتها والحمد لله .. أن أضعه في بنك فيصل الإسلامي في مصر وآخذ منه أية فوائد... ؟
هو الأفضل إذا كان هناك بنك إسلامي، أعماله أعمال إسلامية، فخذ أرباحه؛ لأن البنوك الإسلامية خاضعة للربح والخسران، فإذا خسروا فلا تطالبهم وتقول: أعطيتكم مثلا ألف جنيه، أو عشرين ألف جنيه؛ إذا قالوا: خَسِرْنَا فلا تطالبهم، وإذا ربحوا أعطوك الربح.

س: هل الذهب المستعمل فيه زكاة؟
الصحيح أنه فيه زكاة، ولكن إذا كانت المرأة لا تجد ما تُزَكِّيهِ فلا نأمرها أن تبيعه، فتسقط عنها الزكاة. أما إذا وجدت، أو أعطاها زوجها فإنه يُزَكَّى.

س: فضيلة الشيخ: حلفت بالله العظيم، وأقسمت بالله وحنثت مرات كثيرة لا أحصيها فما هي الكفارة في ذلك..؟
الأسهل أنها تكفي كفارة واحدة، ولو كانت مائة يمين، كفِّرْ كفارة واحدة؛ إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تأكل أنت وأهلك.

س: فضيلة الشيخ: الأضحية هل الأفضل ذبحها في البلد؟ أم ذبحها في بلد أكثر حاجة لنفع المسلمين هناك؟
الأفضل إخراجها وذبحها في بَلَدٍ تُؤْكَلُ؛ بحيث إنه يؤكل شحمها، ويؤكل عصبها، ويؤكل مخها، ولا يبقى منها شيء، وتؤكل الأظلاف والأكارع والكرش والمصارين. يوجد هذا في كثير من البلاد؛ حتى قريبا في أثيوبيا - الحبشة –ونحوها. فأمَّا... نقول: إذا كان الإنسان عنده أضحيتان أو أكثر يكفيه أن يبقي واحدة، ويرسل واحدة ولو كان ماعزا.

س: هل يجوز للأخوين . يسكنان معا في نفس المنزل أن يشتركا في أضحية واحدة؟
يجوز ذلك إذا كانوا يأكلون سواء.

س: ما حكم خروج المغمى عليه في عرفات وماذا عليه إن ترك رمي الجمار من منتصف ذي الحجة...؟
لا يصح حجه إذا كان مغمىً عليه من أول يوم عرفة إلى أن انتهى؛ ما يقبل ولا يجزيه حجه، وأما إذا كان نائما، أو أفاق وصحا ولو ساعة صَحَّ حَجُّهُ.

س: ما حكم الأضحية التي بها خراج كبير؟
نرى أنه مرض، وأن هذا المرض عيبٌ يَعِيب اللحم، ويفسده، فلا تُجْزِيه. أما إذا كان شيئا يسيرا أو استهلك أو عولج وبرئ أجزأ.

س: هل ينفع الميت الأضحية؟
ضحى عنه أو أشركه؟ يصل إليه الأجر.

س: هل يكفي غسل الجنابة عن الوضوء للصلاة؟
إذا نوى ورتب أنه يرفع الحدثين الأكبر والأصغر؛ فيبدأ مثلا بغسل رأسه، ثم وجهه، والمضمضة، والاستنشاق ثم يغسل بعد ذلك منكبيه، وإذا غسل يديه فيمرهما على رأسه، ثم يغسل بقية جسده؛ يعني: يمسح رأسه بعدما يغسل يديه.

س: فضيلة الشيخ: ما هي ..صفات الحج المبرور؟
الحج المبرور هو الذي كملت أركانه وواجباته وسننه، وكذلك ظهرت عليه الآثار؛ فجاء في حديث: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن بِرِّ الحج فقال: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وصلة الأرحام، والصلاة بالليل والناس نيامٌ فجعل هذا علامة على أن الحج مقبول.
كذلك أيضا إذا حافظ على أعمال الحج؛ فحافظ على سنن الطواف؛ يعني: مثلا أن يخشع فيه، وأن يُكْثِرَ فيه من الذِّكْرِ، ومن الدعاء والقراءة، ونحو ذلك، وكذلك أيضا حافظ في الإحرام؛ فغض بصره، وحفظ نفسه، وحفظ لسانه، واشتغل بالذكر وبالتلبية، وما أشبه ذلك، وتَحَفَّظَ عن محظورات الإحرام فلا يرفث.
ومن علامته أنه إذا رجع؛ رجع متأثرا؛ رجع أحسن مما كان عليه قبل أن يُسَافِرَ؛ فتجده بعد ذلك يُحِبُّ الصلوات، ويحب الأذكار، ويحب القراءة، ويحب العبادة، ويهرب من المحرمات، ويبتعد عن المعاصي وأهلها، ويعمل الصالحات؛ فهذا علامة أن حجه مقبول إن شاء الله.
وختاما لا يسعنا.. إلا أن نقول: جزاكم الله خيرا، وصلى الله وبارك على نبينا محمد .
شكر الله للشيخ هذه التوجيهات، والأسئلة التي وردت إلينا كثيرة، ولكن سنختار؛ يعني ما نراه مناسبا للمقام، ونعتذر إلى كل شخص يعني لم يعرض سؤاله؛ لأننا حرصنا على أن نعرض حسب اجتهادنا ما هو أهم وأولى، والله تعالى المستعان.

س: يقول السائل : أنا شخص لا أجد للطاعة لذة في بعض الأوقات؛ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
عود نفسك على إحضار قلبك للعبادة؛ حتى تجد لها لذة إن شاء الله، فأحضر قلبك في الصلاة، واخضع، واخشع، وتواضع، كذلك إذا قرأت القرآن أحضر قلبك في القراءة، وتفكر، وتعقل ما تقوله وما تقرؤه.
كذلك إذا ذكرت الله- تعالى- احرص على إحضار قلبك فيما تقوله من هذه الأذكار، وبذلك ينفعك الله- تعالى- وتجد بعد ذلك للطاعة لذة وسرورا، ونوصيك بأن تحفظ نفسك من المعاصي صغيرها وكبيرها؛ فإنها تنافي التلذذ بالعبادة، وكذلك- أيضا- تصير سببا للحرمان من الفائدة.
ذكر عن الشافعي قوله:
شكـوت إلى وكيع سـوء حفظي
فأرشـدني إلـى تـرك المعـاصي
وقـال اعلـم بـأن العلـم نـور
ونـور اللـه لا يؤتــاه عـاصِ

س: يقول السائل : ما المراد بالأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، والفرح بفضل الله والعُجب؟
منها ما هو محبوب، ومنها ما هو ما منهي عنه، فالفرح بفضل الله مأمور به. قال الله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا يفرحوا بفضل الله عليهم، ولكن هذا الفرح فرح اغتباط يعني: إذا أنعم الله عليك بالهداية فرحت بذلك وسرك هذا الأمر، وإذا أنعم عليك بهذا العلم فرحت، وإذا أعطاك نعما، وشكرت الله وقمت بواجبك تفرح بذلك، وإذا رزقك الله ولدا صالحا شكرت الله، وفرحت بهذه النعمة، وما أشبه ذلك، هذا معنى قوله: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ يعني بتفضل الله عليك، وبرحمته فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ وأما المذموم؛ قال الله تعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ يتصور هذا في من يُكب على المعاصي، وعلى البدع، ويجاهر بالذنوب، ويعمل الخطايا، وينصحه الناصحون ويقال له: ألا تخاف من العقوبة؟ ألا تخاف من بطش الله إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ فيقول: أنا آمن من مكر الله، وأنا لا تضرني هذه المعاصي، وهذه المخالفات، فهذا يتهاون بعقوبة الله.
وكذلك قد يعمل طاعات يسيرة يعتمدها، ويقول: أنا أصلي، وأنا أصوم؛ فلا تضرني هذه المعاصي، ولو سرقت، ولو زنيت، ولو سكرت، ولو، ولو.. فكأنه آمن من مكر الله.
مكر الله- تعالى- لا يقدر عليه، ولا يقدره أحد؛ فالله- تعالى- يمكر بهم وهم لا يشعرون. قال الله تعالى: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ فينصح من يتهاون بالمعاصي، ويقال: لا تأمن مكر الله. إن الله- تعالى- يعطيك وأنت مقيم على الذنب، ثم يعاقبك؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيت الله يعطي العبد وهو مقيم على المعاصي فاعلم أنه استدراج يعني: قوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وأما اليأس من مكر الله فهي قطع الرجاء، وكذلك القنوط من رحمة الله وهما من خصال الكفر قال تعالى: إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ وقال تعالى: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ وصورة ذلك: أن يقع منه معاص فيقنط، ويقول: لا أتوب؛ ذنبي كبير، لا يقبل الله توبتي، أنا قد زنيت، وأنا قد قتلت، وأنا قد سرقت، وأنا قد سكرت، وأنا قد فعلت، فذنوبي أكبر من أن تأتي عليها المغفرة، فيقطع الرجاء، ويستمر على المعاصي، ويقول: سأصبر مثل غيري على النار، وعلى العذاب في نظره أنه يصبر، فمثل هذا يعتبر قد قطع رجاءه من روح الله تعالى.
وأما الإعجاب فهو من محبطات الأعمال، الإنسان الذي يعجب بعمله ولو كان قليلا، إذا نصحته عن معصية ولو كانت صغيرة، أو كبيرة، يقول: أنا من المؤمنين، وأنا من أهل الخير، وأنا من أهل الصدقات، وأنا من أهل التعبدات والقربات؛ فيعجب بنفسه ويمدح نفسه، وذلك قريب من الأمن من مكر الله، يحذر المسلم مثل هذه، ويجيء الكلام عليها موسعا في كتاب التوحيد.

س: امرأة تسأل وتقول: بأنها وضعت ابنا لها قبل خمسة وأربعين عاما تقريبا، ولا تدري في الحقيقة متى كان الوضع؟ هل هو قبل شعبان بخمسة أيام أم قبل شعبان بعشرة، ولا تدري كذلك كم صامت من رمضان ذلك هل هي أتمته كاملا، أم لا علما بأن المتعارف عليه عندهم في ذلك الوقت أن تظل أربعين يوما كاملة بعد الولادة؛ سواء طهرت أم لا، وتقول: كذلك بأنها وضعت- أيضا- ببنت لها قبل سبعة وثلاثين عاما، ولا تدري- أيضا- وقت الولادة حقيقة، ولا تدري كذلك كم صامت، طبعا السؤال للولادة الثانية كانت قبل رمضان- أيضا- قبل ولا تدري كذلك كم صامت من رمضان ذلك وهي تسأل ماذا عليها الآن علما بأن عمرها يتجاوز الستين سنة؟ جزاكم الله خيرا.
هذا من آثار الجهل القديم الذي كان مخيما على مثل هذه البلاد. نقول: إن الواجب هذه المرأة إذا طهرت في النفاس أن تصوم وتصلي؛ لأنها ما تركت الصلاة والصيام إلا لأجل هذا العذر الذي هو دم النفاس، وواجب بعد الطهر، أو بعد رمضان المبادرة إلى القضاء؛ فنقول في هذه الحالة: عليها أن تكثر من النوافل إذا كانت لا تدري؛ تكثر من صوم التطوع، وكذلك- أيضا- من الصدقات لعل ذلك يكفر عنها ما أفطرته؛ حيث إنها لم تتحقق، ولا تدري هل قضت أم لا؛ فلا نكلفها بقضاء وهي قد تكون قضته في السنوات الماضية؛ أي من أربعين سنة، أو نحو ذلك، لعلها إن شاء الله قد تفقهت، وقد قضت تكثر من صوم النوافل، وتكثر من الصدقات. نعم .

س: بعض النساء يذهبن إلى الكوافيرات (كوافيرة) فما حكم الذهاب إليها، جزاكم الله خيرا؟
ننصح بترك ذلك، كان النساء قديما تصلح المرأة شعر رأسها بنفسها، أو تصلح شعر بناتها؛ إنها بدون حاجة إلى هذه الكوافيرات، وهذه العاملات قد تذهب الآن، وتعطي تلك المرأة مائة أو مائتين، أو نحو ذلك على هذه الحالة التي تنقضها، وتبطلها بعد خمسة أيام، أو ثلاثة أيام، ويذهب ذلك عليها؛ فلا شك أن هذا من الخسارة، وأنه من تغيير نعمة الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ نعم .

س: يقول الله تعالى: وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ فما معنى الآية، وهل يحصل الود بعد التوبة؟
الود هو المحبة؛ يعني أنه يتودد إلى عباده، ويتحبب إليهم، فوصف نفسه بأنه غفور يعني: يغفر الذنوب لمن تاب إليه وأناب، وأنه ودود يعني: محب لعباده التائبين؛ فهو يتودد إلى عباده مع أنه غني عنهم، ولكن عليهم أن يتعرضوا لمرضاته إذا أذنبوا يستغفرون، ويتوبون، وإذا احتاجوا يتضرعون إليه، ويسألونه، ويدعونه، وإذا غفلوا يذكرونه؛ حتى تعمهم هذه الصفات. نعم.

س: يقول: ذهبنا إلى مكة لأداء العمرة في رمضان في السنة هذه، وبعد الطواف ذهبنا إلى المسعى، وبقي علينا شوطان ولم تكمله زوجتي فما حكم عمرتها؛ أفتونا مأجورين؟
السعي يعتبره مشاهير العلماء ركنا لا تتم العمرة إلا به؛ فعلى هذا لا بد من إتمامه، واعتبره آخرون من العلماء واجبا، والواجب يجبر بدم، وحيث إنها تركته وطالت المدة، وحصل أنها تحللت، ووطئها زوجها، وفعلت المحظورات كما والحال هذه أن عليها دم؛ عليه دم جبران وهذا خاص بمن وقع في هذه الحالة؛ يعني طالت المدة، فأما ما دام قريبا فإن عليه أن يرجع ويكمل نسكه، وإذا كانت- أيضا- تركت التقصير من شعر رأسها فعليها دم ثان؛ وذلك لأن التقصير يعتبر- أيضا- نسكا، والدم يذبح بمكة ؛ يعني: واحدة من الغنم من ضأن أو معز ذكورا أو إناثا لمساكن الحرم .
ب س: يقول: أنا شاب في مقتبل العمر، أحفظ من القرآن ما تيسر، ابتليت بخصلة سيئة، وهي العادة السرية وقد حاولت بكل وسيلة دفعها عني فلم أستطع، وقد أستطيع الشهر والشهرين، لكن لا ألبث أن أعود، وإني والله لأتوب أكثر من مرة، ولكني أرجع في كل مرة، وإني أرجو منكم نصيحتي والدعاء لي في هذا الجمع، فأنا شاب مبتلى، أرجو الله أن يخلصني منها، أفادكم الله.
لا شك أن الشهوة غريزة في الإنسان؛ ركب الله فيه هذه الشهوة لحكمة، وهي حصول هذا التوالد والنسل الذي قدر الله وجوده في هذه الحياة؛ فننصحك بأن تلتمس الزواج؛ أي تحاول أن تتزوج؛ حتى تعف نفسك وتسلم من هذه العادة السرية؛ فإن فيه كسر من حدة الشهوة إذا كان الإنسان عنده امرأة حلال.
كذلك ننصحك بأن تعمل على ما يخفف حدة الشهوة، وتبتعد عن ما يثيرها. أرشد النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى الصيام، وأخبر بأنه له وجاء بمعنى أنه يخفف حدة الشهوة، ولكن الصيام الذي يحصل معه جوع، ويحصل معه تعب، فعليك إذا صمت أن تقلل من الأكل، وعليك أن تشتغل؛ تعمل بنفسك؛ يعني في حرث، أو في ماشية، أو في كسب، أو حفر، أو حمل، أو ما أشبه ذلك؛ فإن إتعاب الإنسان نفسه، وإعمال بدنه قد يكسر حدة الشهوة. وننصحك عن ما يثير الشهوة؛ فلا تستمع إلى الأغاني، وما أشبهها، ولا تنظر إلى الأفلام، وإلى الصور التي تعرض في الشاشات ونحوها؛ فإنها تثير الشهوة، ولا تنظر- أيضا- في الصور التي في الصحف، وفي المجلات، وما أشبهها مما يثير الشهوة؛ أبعدها، وكذلك- أيضا- عليك أن تدعو الله أن يرزقك رزقا حلالا، وزوجة حلالا، ونسأل الله أن يرزق شباب المسلمين ما يكون وسيلة وسببا في إعفافهم، وإقناعهم، وردعهم عن المحرمات.


س: يقول السائل: عندي عدد من خلايا النحل قريب من مائتين خلية، وأحصل من هذه الخلايا على عسل يباع مرة في السنة، وحصيلة البيع من المال من ثلاثين ألف إلى عشرين ألف ريال، وسؤالي هل الزكاة في النحل، أو في العسل، أو في المال الذي هو ثمن هذا العسل، وإذا كانت الزكاة في المال ولا يحول عليه الحول، ولكن يحول على النحل الذي هو مصدر هذه الأموال. بينوا لنا الحكم، وفقكم الله؟
الزكاة في العسل هكذا ذكروا، ويكون فيه العشر؛ يعني: إذا حصلت على- مثلا- مائة، أو مائة وستين رطلا؛ يمكن تقريبا مائة كيلو ففيها العشر، أو فيها عشرة كيلو؛ هذه الزكاة فيها، وإذا كنت تبيعها فتخرج العشر من قيمتها؛ هذا هو الصواب. هناك من يقول: إن الزكاة في القيمة، فتكون القيمة فيها ربع العشر، كسائر التجارات.
-إذا حال عليها الحول يا شيخ؟ لا. إذا باعها.
العسل نصاب العسل يا شيخ.
نصاب العسل يقولون: مائة وستين رطلا عراقيا يعني مائة رطل؛ تكال بالقربة التي هي جلد الشاة المتوسطة، أو جلد العنزة المتوسطة، فإذا كان يحصل على- مثلا- قدر قربة ونصف اعتبر هذا نصابا، فإما أن يخرج منه العشر، وإما أن يخرج العشر من قيمته. نعم.

س: هذا له عدد من الأسئلة يقول: ما حكم أداء الصلوات في اليوم الواحد بوضوء واحد ؛ مع العلم أنه محافظ على هذا الوضوء؟
جائز؛ ما دام محافظا على وضوئه فلو صلى خمس صلوات بوضوء واحد، نعم .

س: كنت مسافرا فأدركتني صلاة الظهر في الطريق، وصليت مع جماعة في أحد المساجد على الطريق، وصليت ركعتين فقط ثم سلمت وهي التي أدركتها مع أهل المسجد، فما حكم صلاتي هذه؟
في هذه الحال تجزيك؛ لأنك لا تدري هل هم مسافرون أم مقيمون؟ والأصل ما دام أنه مسجد على الطريق أنهم مسافرون، نعم .

س: ما حكم تلاوة القرآن في الغرفة التي يشرب فيها الدخان ؟
ننصح بعدم مجالسة شاربي الدخان. إذا كان هناك مجلس فيه من يدخن فلا تجلس معهم؛ إما أن تخرج المدخنين، وإما أن تخرج وتتركهم، وينزه القرآن عن أن يقرأ في هذه الأماكن التي فيها هذا الخبيث، نعم.

س: يقول: ما حكم حجز مكان في المسجد لإدراك فضيلة الصف الأول ؛ خاصة في صلاة الجمعة، وكذا بالقرب من المحاضر، أو المدرس إذا كان هناك درس لعالم، أو غيره؟
إذا كان الوقت قصيرا لا بأس، إذا- مثلا- تقدمت، وجعلت- مثلا- سجادة، وذهبت لتجديد الوضوء، أو إيقاظ- مثلا- ولدك، أو نحو ذلك، قدر خمس دقائق، أو نحوها فلا بأس؛ أما أن يحجز المكان، ويذهب لتجارته، أو ينام فمثل هذا لا يجوز. نعم.

س: هذا له عدد من الأسئلة، ويطالب بعرضها كلها، ولكن نعتذر لكثرة الأسئلة فنجيب على بعضها تقديرا له، يقول: ما حكم المسح على الغترة، أو الشماغ وهل هي بمنزلة العمامة؟
لا يجوز؛ وذلك لسهولة رفعها. العمامة هي التي تربط من تحت الحنك، وتدار على الرأس، ويجعل لها طرف يتدلى، وأما هذه الغترة، وكذلك الطاقية يسهل رفعها فيمسح تحتها. نعم.

س: يقول: عندنا النساء يضعن على رءوسهن الطيب، فيكون رأس المرأة ملبدا، فإذا حصلت للمرأة جنابة فماذا تفعل؟ وهل لا بد لها من نقض شعرها؛ خاصة وأن الماء قد لا يصل إلى أصول الشعر؟
لا بد أن يصل الماء إلى جلدة الرأس؛ رجلا أو امرأة، فالمرأة إذا صبت الماء على الرأس تدلكه دلكا قويا إلى أن يدخل الشعر؛ يدخل فيما بين الشعر، ولو كان مفتولا تقول أم سلمة يا رسول الله، إني امرأة أشد ضفر رأسي؛ -يعني تجعله ضفائر وتشده وتحكمه- فهل أنقضه لغسل الجنابة؟ فقال: إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ترويه فلا بد أن يثلث، ويصب عليه، ويدلك إلى أن يتروى. نعم .


س: ما حكم بيع الأسهم في الشركات ؟ وهل يدخل ذلك في الربا؟
لا بأس بذلك؛ إذا كان رأس المال معروفا والسهام معروفة، إذا كان رأس مال الشركة معروفا، وسهمه معروف. شركة تجارية رأس مالها -مثلا- مليون وهو له -مثلا- له ألف، أو ألفان، وقد جعلت رأس المال في سلع، أو شركة زراعية رأس مالها -مثلا- مليون وقد جعلت رأس المال في معدات، وحراثات فيجوز أن يبيع سهامه، وأما إذا كانت الشركة في بنوك فلا يجوز بيع السهام التي في البنوك؛ لأنها ربا.

س: يقول: علي نذر لصيام أيام، وعلي قضاء من رمضان فأيهما أقدم؟
القضاء من رمضان؛ لأنه فرض الله، وأما النذر فوقته واسع، وأنت الذي أوجبته على نفسك. نعم.

س: ما حكم قراءة الفاتحة بصورة جماعية من قبل الطالبات في طابور الصباح في المدارس؟
نرى أنه لا بأس، ولكن لا يتخذ ديدنا وعادة، بحيث إنهم يلازمونه؛ ينشأ الطلاب على أن هذا فريضة يتركونه أحيانا، بصورة جماعية يا شيخ.
يتركونه أحيانا، نقول: لا بأس أن يقرأه واحد، أما إذا كانوا يقرءونه بصوت واحد؛ فنرى أن ذلك من المنكر.


س: يقول السائل: لدينا عادة في العزاء خاصة بالنساء؛ حيث يتوالى إحضار الذبائح الجاهزة من قبل النساء لأهل الميت، والمجتمعات عندهن لمدة ثلاثة أيام، ثم يأتي يوم يسمونه السابع؛ فينهجن فيه نفس النهج من إحضار الذبائح والاجتماع، ثم يأتي يوم يسمونه نهاية الشهر، يكررن فيه ما سبق من الاجتماع وإحضار الذبائح، فما رأي فضيلتكم في هذا الأمر من الناحية الشرعية؟
عليكم بالسعي في إبطال هذه العادة. لا بأس باجتماع أولاد الميت ذكورا وإناثا؛ لأجل التعزية يوم، أو يومين، أو ثلاثة أيام دون جعل ولائم وذبائح ونحوها، يقصدهم إخوانهم، وأقاربهم، يعزيهم، ثم ينصرف، فأما هذا الاجتماع الطويل؛ كذلك الاجتماع الكثير فإن هذا من المنكر، ويعتبر من النياحة.
س: يقول: قمت والحمد لله بإخراج زكاة مالي، وبقي من المال المزكى بعض الشيء لم يخرج حتى الآن، والسؤال الذي يراودني هل يجوز دفع ذلك الجزء المتبقي تبرعا لبعض الجمعيات الخيرية، أو إعانة للمكتب التعاوني لتوعية الجاليات؟ هل يكون ذلك زكاة أم تحسب صدقة؟
يجوز، ولكن يخبرهم إذا دفعها للجمعية الخيرية، فإنه يخبرهم بأنه زكاة؛ فإن عندهم تبرعات، وزكاة؛ يعني زكاوات وصدقات، ويصرفون كلا فيما يستحقه. نعم.

س: يقول: رجل صام رمضان في السنوات الماضية، ولكنه لم يخرج زكاة الفطر؟
فات محلها، ولكن عليه أن يتداركه، ويقضيها ولو بعد شهر، أو بعد سنة، أو بعد سنوات؛ لا تسقط. نعم.

س: يقول: رجل حلف يمينا ولم يكفر عن يمينه وذلك ثلاث، أو أربع مرات، ولكنها ليست متتالية؛ أقصد الأيام التي حلف فيها، ويريد أن يكفر عن اليمين فما مقدار ذلك نقدا؟
تكفيه كفارة واحدة، وتتداخل؛ يدخل بعضها في بعض، والكفارة إطعام عشرة مساكين، وله أن يعطي جمعية مائة ريال، ويخبرهم بأنها كفارة، وهم يعرفون مقدارها. نعم.

س: يقول: شخص نذر أن يصوم شهرين، وقد صام عدة أيام متفرقة؛ فهل يصومها متفرقة أم متتابعة؟
إذا قال: شهرين فلا بد من تتابع الشهر من الهلال إلى الهلال، ولكن لا يلزم إلا إذا قال: متتابعين؛ لا يلزم تتابع الشهرين فله -مثلا- أن يصوم شهر ذي القعدة، ثم يصوم شهر محرم من أول الشهر إلى آخره، فإن قال: متتابعين لزمه التتابع ولا يفطر إلا في الأيام التي يجب إفطارها كأيام الأعياد.
هذا يا شيخ يتعلق بالنية ولا بالأصل؟
الأصل أنه يتعلق بالنية إذا كانت نيته التتابع أنها شهر، كلمة الشهر اسم لما بين الهلالين، فإذا كان ناويا أنها متتابعة فهو على نيته. نعم.

س: ما حكم التسبيح بالحصى أو النوى؟
استعمال السبحة جائز عند الحاجة. قد أقر النبي -صلى الله عليه وسلم- جويرية إحدى زوجاته على التسبيح بالحصى، ولكن أرشدها إلى التسبيح المجمل؛ فلا بأس أن يفضل أنه يعد التسبيح بأصابعه؛ لأنها تشهد له قال صلى الله عليه وسلم: اعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات فيعقد التسبيح بأصابع يديه الثنتين اليمين واليسرى، حتى تشهد له؛ هذا أفضل من استعمال السبحة، أو استعمال الحصى والنوى ونحو ذلك، وإن احتاج إلى السبحة جاز.

س: سائلة تقول: أنا امرأة رزقني الله -تعالى- بولدين، ولي إلى الآن عشر سنوات؛ يعني لم أحمل وراجعت دكتورة، ولكن بغير فائدة، وعرضت الإشاعات على طبيب استشاري، وبين أن في علة وهي انسداد في الأنابيب، وطلب مراجعتي له فما حكم تلك المراجعة له، وكشفه علي، وهل هناك ضرورة تستدعي ذلك، جزاكم الله خيرا؟
لا يجوز إلا للضرورة؛ ويوجد طبيبات متخصصات في أمراض النساء، وفي أرحامهن ولو كان ذلك مكلفا، فلها أن تذهب إلى المدن التي يوجد فيها طبيبات متخصصات إن تيسر لها ذلك.

س: ما حكم بيع الذهب بالأقساط عن طريق وسيط من خارج المحل؟
فالأصل أنه لا يجوز بيع الذهب بدراهم إلا يدا بيد؛ أما إذا بيع بغير الدراهم فلا بأس أن يكون أقساطا، كما لو باعه -مثلا- بأكياس، أو بثياب؛ بعتك هذا الذهب الذي وزنه ربع كيلو سواء مضروبا، أو مصوغا، بعتكه بخمسة أكياس رز غائبة، أو بعشرين ثوبا، أو بمائة متر من القماش؛ هذا يجوز بالغائب، وأما إذا كان بدراهم فلا بد من التقابض.


س: ما حكم حلق منابت الشعر الموجود في الوجه يعني في العارضين، بقصد نمو اللحية ؟
العارضان من اللحية، فلا يجوز أخذ شيء منهما، وأما إذا كان في الوجنة، أو في أدنى الخد، أو تحت الحنك فإنه يأخذه.

س: يقول: فضيلة الشيخ: شكر الله مسعاكم، وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء، ونسأل الله لنا ولكم الإخلاص في القول والعمل، وسؤالي: أفطرت في أحد الأيام من رمضان قبل أذان المغرب بحوالي خمس دقائق عن طريق الخطأ فهل أقضي صيام هذا اليوم أم لا؟
الاحتياط أنك تقضي؛ لأن الأصل بقاء النهار فلا يضرك قضاء يوم.

س: يقول: إذا فاتتني ركعتان من المغرب فهل أقضي إحداهما جهرا والأخرى سرا؛ حتى ولو كان هناك بجواري كثير من المصلين كحالي، وقد يشوش أحدنا عن الآخر، أم أقضي الركعتين سرا في القراءة؟
المنفرد لا يجهر؛ يسمع نفسه. أنت إذا كنت تقضي ركعة، أو ركعتين، أو ثلاث فإنك منفرد فتسمع نفسك ولا تجهر؛ لكن لو دخلتم ثلاثة وقد صلى الإمام ركعتين، واتفقتم على أنكم إذا قمتم للقضاء تقدمون واحدا منكم كإمام؛ ففي هذه الحال يجهر بالقراءة والركعة التي الأولى من التي يقضي، ثم يتشهد ويسر بالثانية، ويعتبر إماما لكم؛ قلب نفسه بعدما قمتم إماما وكنتم مأمومين، وأما إذا كان الإنسان يقرأ لنفسه فإنه يسر.

س: يقول: انتشر عندنا في الأفراح النسائية ما يسمى بالدارابكة والدف المشلشل، وهما يضربان في الأفراح، أما الدارابكة فهي بلاستيكية، ويضرب على البلاستيك ومحاطة بحديد لا يضرب عليه، وفي آخرها فتحة صغيرة ولا تحمى بالنار، أما الدف ففيه شلاشل من حديد، أفتونا جزاكم الله خيرا؟
يظهر أنها من آلات اللهو. آلات اللهو كثيرة اجتنبوها.
لا بأس في الحفل؛ حفل الزواج من الدف؛ الدف مثل المنخل، يعني له طار مربوط بعضه ببعض، ويحكم أحد وجهيه بجلد، بجلد يابس منزوع الشعر، ثم يضرب، ويكون له طنين. إذا كان محكوما من الجانبين؛ من الوجهين فإنه طبل، وكذلك ما أشبهه من هذه الآلات؛ لا يجوز الضرب بها، وكذلك ما فيه صنوج، وما فيه حديد ونحوه. نعم.

س: يقول: في بعض الأحيان أشعر برضا وسعادة وزيادة في الطاعة، ولكن سرعان ما تتلاشى هذه السعادة فهل هذا من علامات النفاق؟ وكيف استمر على الطاعة، وأكون ملازما لها؟
يعتري الإنسان كثيرا الكسل، والتعب، والسآمة، ولكن ننصحه ألا يكلف نفسه؛ أن يستمر على عمل لا يقطعه، ولو كان قليلا؛ فإن أحب الأعمال ما داوم عليه صاحبه وإن قل؛ فالعمل القليل الذي يستمر خير من الكثير الذي ينقطع، فداوم على ما تستطيعه حتى يثيبك الله.

س: يقول: من قطع تميمة فكأنما أعتق رقبة فهل أقطعها إذا عرفت أنه كافر؟
الكافر عنده أكبر؛ الذنب الذي هو فيه الذي هو الكفر أكبر من تعليق التمائم ونحوها. عليك أن تدعوه إلى الإسلام، فإن اهتدى فإنك تدعوه بعد ذلك إلى ما يحقق به توحيده.

س: ما حكم أخذ قرض من البنك للضرورة ؛ مثل بناء مسكن بفائدة ؟
نرى أنه لا يجوز إلا إذا كان بغير فائدة، وفي حالة الضرورة؛ يشترون لك حاجاتك ولو كانوا أهل بنك، فإذا كنت بحاجة إلى الأسمنت يشترونه ويبيعونه عليك بفائدة، ويشترون الحديد ويبيعونه عليك بفائدة، ..والبلوك، والبلاط، والأسلاك، وما أشبه ذلك، فأما دراهم بفائدة فلا تجوز.

: يقول: إذا تزوج الرجل دعا بعض أولئك الذين يدقون له الطبل وهي شبه زير المغلق من جهتين، مع جلب شعراء يحيون له تلك الليلة، وهذه عندنا تسمى ..بالعرضة الشعبية، والبعض ينسبون جوازها لبعض العلماء فأرجو بيان الحكم، والله يحفظكم؟
أجاز بعض العلماء شيئا من الشعر ونحوه، واستدل بأن النبي -صلى الله عليه وسلم – قال: هلا أرسلتم من يقول: أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم إلى آخره، ولكن هذا فيما إذا كان تحية أو ترحيبا أو نحو ذلك، أما إذا كان فيه شيء من المديح المبالغ فيه، أو التغزل، أو اللهو، أو السمر، أو طول اللهو فلا يجوز ذلك.

س: تقول السائلة: أنا ما أكن حججت في العام الماضي، وكنت ألبس القفازين؛ مع علمي أنها من محظورات الإحرام، ولكني كنت لابسة لها طوال أيام الحج، وكنت في ذلك ناسية فما الحكم؟
الناسي معذور؛ لكن إن كانت تذكرت وتركتها فعليها فدية؛ صيام ثلاثة أيام وتكفيها، وهذا هو الاحتياط.

س: تقول السائلة: تقدم شاب لخطبتي، ووافقت عليه ووافق عمي، وقد وعده أبي بالزواج ولكن بعد فترة تغير ورفض الزواج؛ إرضاء لعمي لأنه تقدم عمي، وقال: أريد البنت لابني، قال والدي: أنا ما كنت لأزوجك إلى هذا الشاب وعمك زعلان، وعمي يعلم ذلك، فقل ما تريد رأيكم، أو رأي الدين والسنة من الكتاب والسنة؟
لا يجوز للعم أن يخطبها بعدما خطبها غيره؛ حرام ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يبع أحدكم على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه إذا علمت بأن فلانا قد خطبها، وأنهم قد ركنوا إليه؛ لا يجوز لك أن تخطبها لنفسك ولا لولدك، ولو كانت بنت أخيك؛ فإن في هذا ما يوقع الوحشة بين المسلمين. على عمها أن يتوب، وأن يتركها تتزوج بذلك الذي قد وعدوه. نعم.

س: تقول السائلة: أشتكي من كثرة خروج الريح كثيرا بعد الوضوء وأثناء الوضوء؛ فهل أعيد الوضوء والصلاة، أفتونا جزاكم الله خيرا؟
الغالب أن هذا وسوسة يحدث من كثير من الناس، ولأجل ذلك ما يكون إلا قرب الصلاة. نسأل أحدهم فيقول: إني أحس بخروج ريح مستمرا وأنها، فنقول: هل أنت تحس بها في الضحى، أو في النوم، أو على فراشك؟ فيقول: لا، إنما إذا قمت إلى الصلاة؛ إنما إذا قمت إلى الصلاة أو إذا توضأت، فيدل ذلك على أنها ليست صحيحة. قد تسمى القراقر، وهي ما يحس الإنسان في بطنه من قرقرة؛ يخيل إليه أنه أحدث، فنرى عدم الالتفات إلى ذلك، وإذا كان حقيقيا فإنها معذورة، فيكون هذا من الحدث الدائم؛ فإذا تحقق ذلك فإنها تتوضأ لكل صلاة.

س: يقول السائل: ما حكم تخصيص زيارة القبور في يوم العيد يعني يزورها يوم العيد؟
لا أصل لذلك. زيارة القبور يزورها متى تيسر له؛ من غير تحديد بيوم جمعة، أو عيد.

س: يقول: امرأة لديها حلي أعد للبس؛ زكته عدة سنوات، ثم توقفت ثلاث سنوات عن زكاته، ثم عادت تزكي، وسؤالها ماذا تفعل في زكاة هذه الثلاث سنوات؟ كيف تؤديها؟ وما العقاب لو تركتها؟
عفا الله عنها؛ وذلك لأنه فيه خلاف بين المشايخ، فتستمر في المستقبل وما مضى عفا الله عنه.

س: يقول السائل: ذهبت للعمرة، وبعد الطواف خرجت للعشاء، ثم رجعت وأكملت السعي، فماذا يكون في مثل هذا الحال؟
لا بأس في ذلك. لا يشترط على الصحيح الموالاة بين الطواف والسعي حالا؛ فلو طاف أول النهار وسعى آخر النهار أجزأه.

س: يقول السائل: هل لجار المسجد صلاة في منزله والصلاة تقام في المسجد الذي بجواره، ولو صلى هل صلاته صحيحة؛ أفيدونا جزاكم الله خيرا؟
تسمعون الحديث: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وهذا الحديث ضعيف كما قاله العلماء، ولكن أصح منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: من سمع فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر فنقول: إن هذا الحديث يفيد أنه لا تصح الصلاة، ولا تقبل إذا كان يسمع الآذان، ويسمع الإقامة، فلا يجوز له أن يصلي في بيته، ولكن إذا قُدِّر أنه صلى ما نأمره بالإعادة.

س: يقول: ذكرتم بالأمس في محاضرة السبع الموبقات؛ أكل مال اليتيم، وقد أخذت أموال أيتام فكيف التوبة منها؟ هل يكفي ردها لهم فقط دون إخبارهم؟ وهل يسقط عني الإثم إذا عفوا عني وسامحوني؟
نعم. يكفي أن تردها إليه، وتقول: هذه أموال دخلت علي من أموالكم، والآن أنتم قد أصبحتم رجالا فخذوا أموالكم التي بقيت عندي، وإن رددتها ولم تخبرهم.. أجزأ ذلك، وإن عفوا عنك فلا بأس.

س: يقول: امرأة نذرت إن رزقها الله بابن أن تصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ونفذت نذرها لمدة عشرين عاما، والآن تمر عليها بعض الأشهر وهي لا تقدر على الصيام؛ لأسباب الكبر، ولأسباب المرض أحيانا، فهل تقضي هذه الأيام؟ أم تسقط عنها؟
لا، لا؛ تسقط للمشقة، ولكن عليها أن تكفر كفارة يمين، قدرت على الإطعام وإلا فالصيام، فإن النذر يعتبر فيه الكفارة.

س: توفي رجل وترك أجهزة،منها جهاز التلفاز، وأهله يريدون إبعاده فهل يتلفونه أم يبيعونه، ماذا يفعلون؟
الأصل أنه يباع ويستعمل في الأشياء التي يستفاد منها، فإذا كان هناك من يستفيد منه، ويستعمله في الأشياء المباحة جاز بيعه، يشترطون على من يشتريه.

س: يقول: سؤالي كيف نحس بحلاوة الإيمان؟ وكيف نبتعد عن وسوسة الشيطان؟ وماذا أفعل إذا أحسست بهذه الوسوسة؛ رغم أني أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم؟
يحدث هذا للكثير؛ فنقول: إن على المسلم أن يحرص كل الحرص على أن يحضر قلبه في العبادة؛ حتى يجد لها طاعة ولذة، وعليه أن يدفع الوسوسة والتوهمات التي يقذفها الشيطان في عبادته؛ حتى يبتعد عنه الشيطان، ويبتعد عن وسوسته، ويكرر الاستعاذة، والله- تعالى- يعيذ من استعاذه، نعم.

س: يقول: ما حكم الدين في الكفيل الذي يفرض على العامل نسبة شهرية من الراتب أو ؟
.. وأن يعطيه مرتبا، هذا هو الذي استقدمه له، فأما الذين يستقدمون العامل، ويقولون له: التمس؛ اذهب واعمل عند الناس، وأعطنا مقابل كفالة كل شهر مائة أو نحوه، فنرى أن هذا ظلم، وأن هذا لا يجوز، إذا استغنوا عنه يردونه إلى بلاده، نعم.

س: يقول: أفطرت يوما من رمضان بسب مرض، ولم أطعم عن ذلك اليوم، فهل علي شيء؟ وما مقدار الطعام الذي يخرحه بالكيلو، وأرجو الإفادة؟
إذا صار بسب مرض فأنت معذور؛ ليس عليك إلا قضاء ذلك اليوم؛ لكن إن تمت السنة وجاء رمضان الثاني، وأنت ما قضيته تساهلا فإنك تقضيه بعد رمضان الثاني، وتطعم طعام مسكين عن ذلك اليوم بسبب التفريط.

س: يقول: نرى في الآونة الأخيرة انتشار البنطالونات النسائية وهي تباع في الأسواق، وتلبسها النساء بشكل كبير فما حكم ذلك؟
لا شك أن هناك أجهزة، وأدوات، وآلات يستعملها النساء في هذه الأزمنة من المنكرات؛ أكسية ضيقة، أو صور، أو ما أشبه ذلك، وكذلك أعمال يعملها بعض النساء، فننصح بعدم الالتفات إلى ذلك، واستعمال ذلك.

س: يقول: شخص يقول عن نفسه: بأنه مراء في صلاته، وهذا يقلقه كثيرا. كيف يطرد الرياء؟
عليه أن يقصد بالصلاة وجه الله -تعالى- وألا يهمه مدح الناس ولا ذمهم، وأن يصلي الصلاة التي يصليها خاليا؛ يؤديها كما ينبغي، ولا تضره هذه الوسوسة إذا جاءه الشيطان، وقال: إنك ترائي. نعم.

س: ما دور طالب العلم في قريته ؟ وهل يأثم على عدم تفقيه الناس في الدين؟ دور طالب العلم في كل قرية مثلا.
لا شك أن كل من كان عنده علم مسئول عن بيانه ؛ إذا رأى من يجهله فلا بد أن يبين، ولا بد أن يعلم؛ فإن الله -تعالى- أخذ الميثاق على أهل العلم أن يعلموا ويبينوا، وتوعدهم على الكتمان. قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُون نعوذ بالله.

س: امرأة نذرت أن تؤدي بعد كل فريضة ركعتين من غير السنة الراتبة فهل تفي بنذرها؟ وهل عملها صحيح؟
لا بأس بذلك، وعليها الوفاء إلا في الأوقات التي منهي عنها؛ بعد العصر، وبعد الفجر؛ تؤدي السنة التي قبلها وتكتفي، وأما السنة بعدها فلا تجوز.

س: يقول: بعض أصحاب الماشية يستلفون الشعير من جيرانهم، ثم يرجعون ذلك إليهم فما حكم ذلك؟ هل يدخل ذلك في الربا؟
لا يدخل يعني يعتبر قرضا؛ فإن القرض هو اقتراض الشيء الذي له مثل. فإذا اقترضت -مثلا- كيس شعير من جارك، ثم اشتريت ورددت عليه مثل كيسه جاز ذلك.

س: يقول: أنا شخص أبيع السيارات بالأقساط، وعندما أبيع السيارة يدفع لي الشخص مبلغا من المال كمقدم، ثم يستمر في التقسيط، وسؤالي كيف أزكي هذا المال؟ حيث إن هذه الدفعة والكثير من الأقساط لا يحول عليها الحول؟
حيث إن أصلها قد تم النصاب. أصلها نصاب أو أكثر؛ فنرى أن فيها الزكاة في أصلها، وفي أرباحها؛ كلما حال الحول؛ ففي هذه الحال نرى أنك تكتب الأقساط التي تأتيك، ثم تزكيها في آخر السنة ولو بعد ما اشتريت بها، فتكتب الأقساط التي في شهر واحد من فلان ألف، ومن فلان ألفين، وفلان ألف ونصف، والذي في شهر اثنين، والذي في شهر ثلاثة، وإذا جاء شهر اثني عشر جمعت هذه الأقساط من هذا الدفتر، فإذا هي -مثلا- خمسين ألفا، أو عشرين ألفا، وكنت قد أخرجتها، واشتريت بها فتخرج زكاتها. نعم.

س: ما حكم شراء السيارات من البنك الأهلي ؛ حيث إن المشتري يتفق مع البنك على الشراء قبل أن يملكها البنك؟
لا بأس بالشراء من البنوك، ولكن لا بد أن تكون مملوكة عندهم؛ فكونك -مثلا- تأتي إلى البنك، وتقول: إني أريد شراء السيارة الفلانية التي في المعرض الفلاني؛ لا يجوز أن يبيعوها عليك قبل أن يملكوها، فلا بد أنهم يتصلون هاتفيا بالمعرض، ويقولون: احجز لنا السيارة رقم كذا، وأخبرنا بثمنها، ثم يرسلون مندوبا منهم، فيسلم الثمن للمعرض، ويستلم المفاتيح، وبعد ذلك يحرك السيارة؛ ينقلها من مكان لمكان ولو في داخل المعرض، وحينئذ تدخل في ملكهم، ولا يقدرون بعد ذلك على تركها، فيعرضونها عليك، ويقولون: الآن السيارة ملكناها، والآن نعرضها عليك اشتريناها بأربعين، ونبيعكها أقساطا بخمسين ولا نكرهك، إن رضيتها كتبنا بيننا عقدا، وإن لم ترضها فالتمس غيرنا، ونلتمس غيرك؛ هذه الطريقة السليمة.

س: يقول: السائل لدينا أرض في قريتنا، وهي وقف لجدنا، وقد تعطلت منافعها، وقام بعض الأشخاص بالبناء في هذه الأرض مساكن، وقد سكنوا فيها؛ فهل يجوز السكن في هذا الوقف وقد تعطلت منافعه؟
يجوز ذلك، ولكن لا بد أن يكون لها أجرة. هؤلاء الذين بنوا فيها مساكن لا يملكون الأرض، وإنما يستأجرون الأرض سنويا -مثلا- المنزل بعشرة أو بمائة سنويا، أو نحو ذلك، ويحدد لهم سنوات؛ يقال: لكم مثلا خمسين سنة، أو عشرين سنة، أو مائة سنة؛ إذا مضت فإننا نجدد العقد إن شئنا؛ لأن ذلك وقف، والأوقاف لا يجوز بيعها.

س: هل تعطي المرأة زكاة الحلي لوالدها؟
لا يجوز. لا تحل زكاتك لأبيك، ولا لجدك، ولا لجداتك، ولا لأولادك، ولا لبناتك، ولا لأولاد بناتك؛ إنما تجوز للحواشي كالإخوة ونحوهم.

س: ما حكم صيام الست من شوال قبل إكمال قضاء رمضان ؟
لا يجوز؛ وذلك لأن الله لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، فيبدأ بالفريضة؛ ولأن الحديث: من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال أتبعه، يعني بعدما يكمله، فإذا لم تيسر له من شوال صامها، ولو من شهر ذو القعدة، نعم.

س: امرأة عجوز تبلغ من العمر أكثر من تسعين سنة، لم تؤدِ فريضة الحج؛ بسبب الخوف، حيث إنها تعزم على الحج، وإذا اقترب موعده، تقول: إن ذهبت سأموت وتترك الحج؟
في هذه الحال قد بلغت سن العجز، فنرى أن يحج عنها أحد أهلها، نعم.


س: يقول: صليت أحد الفروض في ثوب أنام فيه، وبعد فترة من الوقت وجدت في الثوب أثر بقعة؛ لا أعلم هل هي ماء الرجال، أم غيره فما الواجب علي؟
الأصل الطهارة وأنت معذور؛ حيث إنك لم تدرِ فلا تعد.

س: يقول: نسمع كثيرا القسم بقول: لعمرك فما معناها؟ وهل هي من الحلف بغير الله؟
الصحيح أنها ليست من الحلف؛ إنما هو تأكيد للكلام؛ ولهذا يقال: لعمري، ولعمرك، ولكن الأولى أن يقال: لعمر الله، هذا هو الأفضل. نعم.


س: يسأل عن قول بعض الناس: في ذمتي؟
كذلك- أيضا- الذمة العهد. في ذمتي؛ يعني: أتعهد لك بكذا وكذا؛ هذا إذا قصد التعهد، وأما إذا قصد الحلف فلا يجوز. لا يقال مثلا: وذمتي، وشرفي، وحياتي، وحياتك؛ هذا حلف بغير الله.

س: يقول: أنام عن صلاة الفجر، وأنا لست راض على هذا الوضع، وأخاف أن أكون من المنافقين؛ حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم – ذكر: أن ترك صلاة الفجر من علامات المنافقين؟
عود نفسك على أن تستيقظ وقت الصلاة، وذلك إما بأن توكل أحد جيرانك يطرق عليك الباب، وإما بأن تجعل عندك ساعة منبهة، أو تقول لأحد أهلك، وأبويك مثلا: أن يوقظوك، وإذا أوقظك أحد فإنك تنتبه وتستيقظ. عود نفسك فإن ذلك مما يخفف هذا عليك؛ حتى تسلم من هذه الصفة التي هي صفة المنافقين.

أيها الإخوة، لو جلسنا نستعرض الأسئلة المقدمة إلينا لما كفانا الوقت إلى صلاة الفجر، ولكن حسبنا منها ما ذكرنا سمعتم، ونعتذر إلى الأخوة للذين لم تقدم، يعني أسئلتهم لكثرة الأسئلة التي تعرض على فضيلة الشيخ، ونسأل الله- تعالى- بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يكتب الأجر لنا ولكم أجمعين، وأن- يعني- يكلل مساعي شيخنا بالنجاح، والفوز، والسعادة في الدنيا والآخرة، ونطلب منه المزيد من زياراته لهذه المحافظة؛ خاصة وقد رأى مثل هذه الجموع التي أقبلت عليه من حدب وصوب من أرجاء المحافظة، وشكر الله لكم حرصكم وإقبالكم، وجزاكم الله كل خير.