تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
كلمة للمعلمين وطلاب التحفيظ
6310 مشاهدة print word pdf
line-top
مقدمة

.......بينهما فرق، ففرق كبير فالعالم يعمل على نور والجاهل يعمل على ظلمة وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ الأعمى: هو الجاهل، ولا يزال يعرف ذلك حتى العوام فيقولون: إن الجهل عمى، وإن العلم بصر. وكذلك لا يستوي الظلمات ولا النور، الظلمات: الجهالات، والنور: العلم، وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ فسر الظل والحرور بأنه الجنة والنار، وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ المؤمنون والكفار، فإذا كان المتعلم هو البصير والجاهل هو الأعمى فإن العلم الحقيقي هو الذي جعلك بصيرا, وجعلك مستنير الفؤاد, فإذا كان كذلك فإن الثمرة التي تراد من هذا العلم هي العمل، وهي ثمرة العلم، ولعلكم قرأتم أو بعضكم رسالة مطبوعة للخطيب البغدادي اسمها اقتضاء العلم العمل هكذا عنوانها، والعنوان يدل على ما وضعت له، وذكر فيها الآتي من الآثار:
قول بعض العلماء: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. صحيح أن العلم إذا عَمل به صاحبه ثبت وبقي، وأما إذا كان مجرد معرفة له وعدم تطبيق له فسرعان ما يضمحل ويتلاشى ويذهب من الذاكرة، ولا يبقى له بقية، مع مر السنين ينساه، وكذلك يشتغل بغيره؛ فيذهب جهده وكأنه ما تعلم.
وكذلك ذكر هو وغيره الأثر الذي يقول: العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر. فجعل العمل هو ثمرة العلم وحصيلته، ومعلوم أن الشجر الذي ليس له ثمر لا فائدة فيه, وإن كان قد يستفاد منه في ظل أو في خضرة أو نحو ذلك ولكن الثمرة هي المقصودة حقا، فلا بد أن يكون العلم له نتيجة وهي الثمرة المقصودة، ولذلك تذكرون أيضا ما ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أول ثلاثة الأصول يقول: إنه يجب علينا تعلم أربع مسائل:
الأولى: العلم، وفسره بأنه معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
الثانية: العمل به.
الثالثة: الدعوة إليه.
الرابعة: الصبر على الأذى فيه.
ثم استدل بسورة العصر -كما تحفظون- وذلك لأن الله تعالى ذكر فيها أن نوع الإنسان في خسر، واستثنى الذين عملوا بهذه الأعمال، أولها: الإيمان، وفسر الإيمان بأنه العقيدة، ولا بد أن تكون عن علم.
ثانيها: عمل الصالحات، وهو ثمرة العلم، لما أنهم آمنوا عن عقيدة نتج من إيمانهم وعقيدتهم التطبيق الذي هو هذا العمل.
ثم الصفة الثالثة بعد العمل: التعليم، وهو قوله: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ يعني أنهم صار يوصي بعضهم بعضا، بأي شيء يوصون؟ يعلمون العلم لأنه من الحق، ويعلمون العمل لأنه من الحق.
ثم بعد ذلك تواصوا بالصبر، علموا أن التعليم وأن العمل لا بد فيه من شيء من المشقة؛ فتواصوا بالصبر، الصبر على العلم، والصبر على العمل، والصبر على الدعوة إلى هذا العلم وإلى هذا العمل.
واستدل بما ذكره البخاري -رحمه الله- في صحيحه في كتاب العلم: باب: العلم قبل القول والعمل. واستدل البخاري بقوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ فبدأ بالعلم، والخطاب لأفراد الأمة.
النبي -صلى الله عليه وسلم- كان على علم بـ لا إله إلا الله، وكذلك عاملا بمقتضاها، ولكن كل فرد من أفراد الأمة مطالب بذلك فيقال له: اعلم، وأشرف العلم التوحيد كما في هذه الآية: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أي: اعلم حقيقة التوحيد، ثم بعد ذلك اعمل به، ومن العمل الاستغفار وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ .
وإذا كان كذلك فإننا نوصي إخواننا وأبناءنا الطلاب والمعلمين فنقول لهم: إن الله تعالى قد وهبكم العلم، أو من العلم ما تستنيرون به، وما تعرفون به الحق والباطل، والحلال والحرام، ورزقكم أيضا عقيدة سليمة، هذه العقيدة لها أثرها، وهي أنكم على عقيدة سلف الأمة وأئمتها، وكذلك أيضا يسر لكم وسائل العلم تعلمتم وتُعلمون، وليس في التعلم ولا في التعليم كلفة ولا مشقة، وما ذاك إلا أن الوسائل -والحمد لله- مُسهلة؛ فالتعليم يكون بالمجان خلافا لما يكون في كثير من البلاد من فرض أُجرة على الطلاب ونحوهم، بخلاف ما في هذه المملكة -والحمد لله- فإن تعليمهم تعليم بدون تكليف لطالب العلم، بل يوفرون له حاجاته من الكتب وما أشبهها، هذا التعليم فإذا كانت وسائله -والحمد لله- مسهلة فلا بد من بذل وقت وبذل جهد في التعلم.

line-bottom