الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
لقاء مفتوح مع الإجابة على الأسئلة
3026 مشاهدة print word pdf
line-top
وصايا من الشيخ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
تلبية لطلب الإخوة في المدينة المنورة ناشد أن نأتي إلى هذه البلدة المباركة، ونلتقي بهذه الوجوه الطيبة، وهؤلاء الإخوة المحبين للخير- كما نحسبهم ولا نزكي على الله أحدا- لنتواصى معهم بوصايا، لعل الله تعالى أن ينفع بها.
فنبدأ هذه الكلمة بوصايا لكم، ونثق- إن شاء الله- أنكم على علم وعلى معرفة، ولكن من باب الوعظ، ومن باب التذكير.
فأولا: أمر الله تعالى بالتذكير ، قال تعالى: فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ ومعنى ذلك: أن الإنسان يكون عارفا بالشيء، ولكن يغفل عنه، ويحتاج إلى مَنْ يُذَكِّرُهُ.
وثانيا: النصيحة، بعث الله تعالى أنبياءه بالنصيحة لأممهم ، وكل واحد يقول: قد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم. ونأمل- إن شاء الله- أنكم تحبون الناصحين، والنبي -صلى الله عليه وسلم - كان يبايع أصحابه على النصيحة.
وثالثا: الدعوة، الدعوة إلى الله تعالى، قد أمر الله بالدعوة إليه بقوله: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ والدعوة إلى الله تعالى أي: دعوة الناس إلى أن يُقْبِلُوا على ربهم، وأن يعبدوه وحده.
ورابعا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قد جعل الله ذلك من صفات هذه الأمة الإسلامية، فقال تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وإذا عرفنا ذلك فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، أي: مخافته؛ فإن من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل .
الخوف من الله تعالى هو حقيقة التقوى ، فَمَنِ اتقى الله تعالى خاف من عذابه، ومَنِ اتقى الله تعالى رجا ثوابه، فنوصيكم بتقوى الله تعالى في كل الحالات.
وصية ثانية: وهي تعلم العلم النافع، العلم الذي هو ميراث الأنبياء، وهو أَوْلَى ما يتعلمه المسلم، فتعلموا من القرآن، وتعلموا من السنة، وتعلموا من الأحكام حتى تكونوا على نور وعلى بصيرة.

line-bottom