اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
محاضرات في محافظة الباحة
3666 مشاهدة
تقديم

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: أيها الإخوة الكرام، فمع مطلع هذا اللقاء المبارك، ومع أول هذه النشاطات الدعوية والعلمية التي تقام في المخيم الدعوي الصيفي الثاني بمنطقة الباحة يسعدنا ويشرفنا أن نحظى بأول لقاء مع أحد علمائنا الأفاضل، والذين استفدنا من علمهم في هذه السنوات الطويلة، فنسأل الله -عز وجل- بمنه وكرمه أن يجعل ما قدم في ميزان حسناته.
محاضرنا اليوم هو فضيلة الشيخ العلامة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو الإفتاء المتقاعد بالرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء، فنسأل الله -عز وجل- أن يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناته، وأن ينفع به الجميع.
وعنوان هذا اللقاء كما قرأتم هو: لقاء مفتوح، يتحدث الشيخ في مدة خمس عشرة دقيقة عن موضوع يختاره، ثم بعد ذلك يجيب على أسئلة الحاضرين، ونأمل أن تكون الأسئلة بخط واضح؛ حتى تعم الفائدة، والآن ندعكم مع فضيلة الشيخ.