جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
محاضرات في محافظة الباحة
4796 مشاهدة print word pdf
line-top
الطعن في تعاليم الإسلام بالتضييق في المعاملات وكبت الحريات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نحمد الله أن هدانا للإسلام، ومن علينا بفضله، وجعلنا من أهل من خَيْر أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ .
لا شك أن نعمة الإسلام التي أنقذ الله تعالى بها البشرية أنها أكبر النعم؛ ولأجل ذلك حسدنا أعداؤنا على هذا الإسلام؛ لما رأوا أن الإسلام انتصر أهله، رأوا أن الإسلام فتح البلاد وفتح قلوب العباد، رأوا أن الإسلام وأهله تمكنوا في وقت قصير إلى أن تمكنوا من أغلب البلاد من أكثر من ثلثي المعمورة.
لا شك أن ذلك قضى على معنوياتهم، وقضى على أديانهم؛ الأديان الباطلة التي كانت سائدة، واستولى على بلادهم، فخافوا أنه يتمكن، فبذلوا كل المكائد في أن يشوهوا سمعة الإسلام في الأوقات الأخيرة، وبذلوا كل ما يستطيعون في المطاعن التي يطعنون بها على الدين، يطعنون بها على الإسلام، ويشوهون سمعته، وأنه وأنه. ..
دخلوا من جملة مداخل كثيرة، فمنها تعاليم الإسلام، وطعنوا فيه بأن الإسلام دين شدة، وأنه يشدد على الناس في العبادات والصلوات وما أشبه ذلك.
ودخل آخرون على الإسلام من باب التضييق في المعاملات، وأنه يحرم الربا، وأنه يحرم المعاملات التي فيها غرر، والتي فيها كذا وكذا، وأنه يحجر على الناس حرياتهم وتصرفاتهم وفي أموالهم التي يملكون بها، وانخدع في ذلك خلق كثير.
ودخل أيضا على المسلمين من باب أن الإسلام كبت حريتهم، وأنه ضيق عليهم، وأنه حرم الغناء، وحرم الزنا، وحرم الخمور، وحرم وحرم، وما علموا أن الإسلام ما حرم شيئا إلا وفي ذلك الشيء الذي حرمه مضرة، وفي تحريمه والمنع منه مصالح عظيمة لا يحصي عددها إلا الله تعالى. كما بين ذلك علماء الأمة الذين شرحوا تعاليم الإسلام، والذين ظهر من شروحهم بيان حكمة الله تعالى في كل شريعة شرعها وأمر بها، ولا شك أن هؤلاء هم الأعداء الذين يكيدون للإسلام قديما وحديثا.

line-bottom