إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
محاضرة في النصرية
6058 مشاهدة print word pdf
line-top
المواظبة على النوافل التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم

وكذلك إذا قدرت على المواظبة على النوافل التي سنها لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن ذلك -أيضا- خير كثير.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يواظب على الرواتب التي قبل الفرائض وبعدها، فكان يصلي ركعتين قبل الظهر، وأحيانا أربعا، وركعتين بعد الظهر، وندب إلى أربع بعدها، وندب إلى أربع ركعات قبل العصر بسلامين، وإلى ركعتين قبل المغرب، وركعتين بعدها، وركعتين بعد العشاء، وندب -أيضا- إلى صلاة الضحى، أي صلاة ما تيسر في وسط الضحى، وقال: صلاة الأوابين حين ترمض الفصال .
الأوابون: يعني التوابون الرجاعون، صلاتهم: يعني بالنهار، إذا رمضت الفصال: التي هي أولاد الإبل، إذا أحست بالرمضاء يعني في وسط الضحى عندما يقرب اشتداد الرمضاء يصلون ما تيسر، وأوصى بذلك -صلى الله عليه وسلم- بعض صحابته فالتزموا بذلك، أوصى أبا هريرة وأبا ذر كل واحد منهم أوصاه بثلاث: أن يوتر قبل أن ينام من باب الاحتياط؛ حتى لا يفوته الوتر في آخر الليل، وكذلك -أيضا- أن يواصل الصوم ثلاثة أيام من كل شهر، واختار له أن يصوم الأيام البيض، وكذلك -أيضا- اختار له ألا يترك صلاة الضحى ركعتين أو ما تيسر منهما.
وذكر -أيضا- أن بعض السلف -رحمهم الله- كانوا يصلون قبل الفرائض وبعدها نحو اثنين وثلاثين ركعة، يعني الركعات التي يصلونها قبل الفرائض وبعدها، فيصلون قبل الظهر ست ركعات، وبعدها ست ركعات، وقبل العصر أربع ركعات، وقبل المغرب ركعتين وبعدها ست، وبعد العشاء ست، وقبل الفجر ركعتين وقبل العشاء ركعتين، زيادة على صلاة الضحى، وعلى صلاة الوتر، ومحافظتهم يوميا على أربعين ركعة هذه مستديمة، غالب السلف ما ينقصون عن أربعين ركعة في كل يوم وليلة؛ وذلك لأن الفرائض سبعة عشر ركعة، والوتر إحدى عشر ركعة، والرواتب اثني عشر ركعة، فيكون الجميع أربعين ركعة لأنه ورد في حديث: من قرع الباب كل يوم أربعين مرة يوشك أن يفتح له وفي لفظ: من ضرب الباب بأربعين ركعة كل يوم يوشك أن لا يرد فكانوا يحافظون على أربعين ركعة في كل يوم وليلة، هذه مواظبتهم على صلوات الفرض وصلوات النفل.

line-bottom