الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
محاضرة في النصرية
6629 مشاهدة print word pdf
line-top
أحوال السلف في قراءة القرآن

ثم نقول: لا شك -أيضا- أن أئمة السلف -رحمهم الله تعالى- يتلذذون بالقراءة، وبتلاوة كتاب الله تعالى، فذكرنا أنهم كانوا يختمون القرآن في كل سبع، وكثير منهم يختم القرآن في كل ثلاث ليال، وحُفظ عن كثير منهم أنهم كانوا يختمون القرآن في كل ليلة، وبالأخص في الأوقات الشريفة كليالي رمضان، يختمون القرآن كل يوم؛ وذلك لأنهم يتلذذون بتلاوته، بل وكثير منهم يفرحهم أن يتدبروه ويقرءوه.
ذكر عن أبي بكر بن عياش أحد القراء أنه لما حضره الموت بكت بنته، فقال: لا تبكين فإني قد ختمت القرآن في هذه الزاوية أكثر من أربعين ألف ختمة، يعني في مكان واحد أربعين ألف ختمة في مكان واحد، يبشرها بأن الله تعالى لا يعذبه، وقد عمل له هذا العمل، هذا دليل -أيضا- على اهتمامهم بقراءة القرآن وبالذكر.

line-bottom