الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
من كتاب المواهب الجلية في المسائل الفقهية للشيخ عبد الرحمن السعدي
11675 مشاهدة
مسألة الخروج للعيد في أحسن الثياب

قولهم: يستحب للمعتكف أن يخرج إلى المصلى في ثياب اعتكافه فيه نظر؛ فإنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ويخرج للعيد متجملا.


هكذا ذكر الفقهاء: إنه إذا خرج للعيد يَلبس أحسن ثيابه، ويتجمل، ويلبس ثيابًا جميلة، ويتطيب، ويغتسل، ويتنظف، لكن قالوا: المعتكف يخرج في ثياب اعتكافه لما عليها من أثر العبادة، وخالفهم المؤلف فقال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر حتى توفاه الله، ومع ذلك إذا انتهى من اعتكافه؛ دخل بيته ولبس أحسن ثيابه وتجمل للعيد؛ فدل على أنه لا يلزم أن يخرج المعتكف بثياب اعتكافه، بل له أن يلبس غيرها، كما أنه في حالة الاعتكاف له أن يجدد ثيابه؛ الاعتكاف قد يكون عشرة أيام يشق عليه أن يكون في ثوب واحد طوال العشرة، فله أن يبدل ثيابه بعد كل خمسة أيام أو ما أشبهها. نعم.