إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
نوافل العبادات وأنواعها
9302 مشاهدة
من العبادات القولية: قراءة القرآن

من العبادات القولية: قراءة كلام الله تعالى. نعرف أنه سبحانه أنزل القرآن ليعمل به، وجعل تلاوته عبادة، وأمر بذلك كقوله تعالى: وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ يعني: اتبعه واقرأه. وكقوله تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ يعني: يقرءونه ويتبعون ما فيه.
ووردت الأدلة في فضل قراءة القرآن، كقوله -صلى الله عليه وسلم- مَنْ قرأ حرفا من القرآن فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: آلم حرف؛ ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف فهذا يدل على كثرة الأجر في قراءة القرآن، وأن المسلم إذا احتسب وأكثر من قراءة القرآن أثابه الله تعالى.
وقد حكى الله تعالى عن المشركين هجران القرآن: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَب إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا أي: لا يقرءونه، ولا يتبعون ما فيه، ولا يعملون بإرشاداته؛ فيكون ذلك هو الهجران.
فمن لم يقرأه إلا نادرا فإنه قد هجره. كثير من الناس يحسنون القراءة، يعرفون قراءة القرآن؛ سواء حفظا أو في المصاحف؛ ومع ذلك قد يأتي على أحدهم الشهر والشهران أو أكثر وهو ما قرأ سورة كاملة!!، ولا شك أن هذا من التفريط، إذا عرفنا أن في هذه القراءة أجرا كبيرا؛ فكيف نفوت ذلك؟ فالإنسان يكون عنده أوقات هو فيها فارغ؛ فيستغل هذه الأوقات، ويأخذ المصحف ويقرأ ما تيسر جُزْءًا أو جزأين أو نصف جزء كل يوم؛ ليحصلوا من ذلك على هذا الأجر، ويسلم من الذين هجروا القرآن، من الذين اتخذوا هذا القرآن مهجورا؛ ليسلموا من وصفهم؛ فإن ذلك عيبٌ لهم.
يستطيع في أوقات فراغه أن يهتم بالقرآن، إذا تقدمتَ –مثلا- إلى المسجد قبل الأذان بخمس دقائق، قبل أذان الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر، وقرأت قبل الإقامة ورقتين أو ثلاث ورقات خيرٌ كثيرٌ.
وإذا كنت في منزلك، كان عندك فراغ في أول الليل، أو بعد العصر، أو بعد المغرب، وأخذت المصحف وقرأت ما تَيَسَّر؛ عملا بقول الله تعالى: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ كان ذلك خيرا كثيرا، وسلمتَ من الهجران.
ومعلوم –أيضا- أن التلاوة تستدعي العمل، مَنْ وَفَّقَهُ الله تعالى وقرأ القرآن؛ فإنه يعمل به. عليه أن يهتم بالعمل به وتطبيقه؛ فإن هذا هو ثمرة القراءة.
ذكرنا –الآن- أربع عبادات قلبية: عبادة الخوف، والرجاء، والتوكل، والخشية.
وذكرنا ثلاث عبادات قولية، وهي: الدعاء، والذكر، وقراءة القرآن.
ونضيف عبادة رابعة، وهي: