إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
نوافل العبادات وأنواعها
8454 مشاهدة
من العبادات القولية: الدعوة إلى الله

الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة للمسلمين، وتعليم جاهلهم. فإن هذه –أيضا- عبادة قولية، وفيها خير كثير.
دعوت مسلما فهداه الله تعالى بواسطة دعوتك فلك خير، تذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- من دل على خير فله مثل أجر فاعله وكذلك أيضا تذكر قوله -صلى الله عليه وسلم- مَنْ دعا إلى هُدًى كان له مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا .
فنتواصى بأن نكون من الذين يدعون إخوانهم المسلمين إلى ما يحبه الله تعالى، يدعونهم إلى العبادات، يدعونهم إلى الذكر، يدعونهم إلى الدعاء، يدعونهم إلى قراءة القرآن، أو حفظه، أو ما تيسر منه، يدعونهم إلى فعل الطاعات، وترك المحرمات. ينصحونهم بقدر ما يستطيعون من نصيحة، بقدر ما أوتِيَه الإنسان من بلاغة أو معرفة؛ فيحصلون بذلك على أجر كبير.
فهذه أربع عبادات قولية: النصيحة، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن. نتواصى بها.