لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
49611 مشاهدة
صفة الاستواء

ص (ومن ذلك قوله تعالى الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه].


س 28 (أ) ماذا تدل عليه هذه الآية. (ب) وما العرش. (ج) واذكر تفاسير السلف للاستواء والجواب عن تفاسير المعطلة.
ج 28 (أ) يمجد الرب تعالى نفسه باسمه الرحمن، ليتذكر الخلق سعة رحمته، ثم ذكر علوه على خلقه، واستواءه على عرشه.
(ب) والعرش في اللغة سرير الملك، وهو هنا عرش حقيقي، خلقه الله، وخصه بالاستواء عليه، وقد ذكر في عدة مواضع. كقوله وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ [هود]، وقوله رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ [غافر]، وقوله: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ [البروج]، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [التوبة]، رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون]، وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة]، ونحوها، وقد ورد في الحديث إن الكرسي بالنسبة إلى العرش كخلقه ألقيت بأرض فلاة مع قوله تعالى وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ [البقرة].
(ج) وقد فسر السلف الاستواء بأربعة تفاسير، ذكرها ابن القيم رحمه الله بقوله في الكافية الشافية:
ولهــم عبــارات عليهـا أربـع قــد حــصلت للفــارس الطعـان
وهي استقـر, وقـد علا, وكذلك ار تفـع الـذي مــا فيــه من نكران
وكـذاك قـد صعـد الذي هو رابع وأبـو عبيـدة صــاحب الشـيباني
يختـار هــذا القـول في تفسيره أدرى مــن الجــهمي بــالقرآن

وقد كدّرت نصوص الاستواء وتفاسير السلف لها صفو مشارب الجهمية، حتى تمنى الجهم بن صفوان أن يحك آية الاستواء من المصاحف، وقد ذهبوا في تأويلها كل مذهب، وطعنوا في تفاسير السلف بشبه وهمية زعموها عقلية، وإنما هي خيالات باطلة، وأغلب كتب النفاة تعتمد تفسير استوى باستولى، أو تفسير العرش بالملك، ويستدلون ببيت شعر وهو:
قد استوى بشر على العراق مـن غير سيف أو دم مهراق

وهذا التفسير غير معروف عند العرب، ولم ينقله أحد من أئمة اللغة، والبيت لا يعرف في دواوين العلم الصحيحة، وفيه تصحيف، وعلى تقدير ثبوته فالاستواء فيه هو الاستقرار، أي استقر على عرشها، واطمأن بها. ولو كان الاستواء في الآيات هو الاستيلاء لم يكن لتخصيص العرش فائدة، فإن الله تعالى مستول على جميع المخلوقات.