إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
8132 مشاهدة
السيرة الذاتية للشيخ ابن جبرين

- نود منكم -فضيلة الشيخ- تعريف القراء باسمكم، ومكان وتاريخ ميلادكم -لو تكرمتم-.
الاسم: عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين
تاريخ الميلاد: في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف.
ومكان الولادة: قرية من قرى القويعية ؛ قرية تابعة لها، وهي بلد الأسرة والقبيلة هناك.
- نعم. فضيلة الشيخ: هل لكم أن تحدثونا باختصار عن مسيرتكم العلمية؟
نعم: كان مبدأ تعلمنا للقرآن على والدنا -رحمه الله- في سنة تسع وخمسين؛ حيث علمنا مبادئ القراءة والكتابة، ثم واصلنا تعليم القرآن على الوالد وعلى أحد الأعمام، وهو العم سعد بن عبد الله بن جبرين -رحمه الله- وتعلمنا القرآن في سنة ستين، وفي سنة إحدى وستين ابتدأنا في حفظ القرآن ما تيسر منه، ولم يتيسر إكمال حفظه إلا في سنة سبع وستين؛ حيث انتهينا من إكمال الحفظ.
وفي هذه المدة ابتدأنا في القراءة على والدنا -رحمه الله- وعلى بعض مشائخ البلد؛ حيث قرأنا في الأربعين النووية متنا وشرحا وحفظا، وفي عمدة الأحاديث، عمدة الأحكام، وكذلك في الفرائض وفي النحو، ثم ابتدأنا في القراءة في المطولات، وفي المتون حفظا وقراءة على القاضي ... عبد العزيز بن محمد وفي سنة أربع وسبعين انتظمنا في معهد إمام الدعوة، وواصلنا الدراسة فيه إلى سنة إحدى وثمانين التي انتهينا فيها من المرحلة الجامعية.
ثم في سنة ثمان وثمانين قرأنا في المعهد العالي للقضاء، وانتهينا من الشهادة الماجستير في سنة تسعين؛ قدمنا بحثا مطبوعا بعنوان أخبار الآحاد في الحديث النبوي، ثم في سنة إحدى وأربعمائة سجلنا في درجة الدكتوراه بتحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي ، ونوقش في سنة أربعمائة وسبع، وانتهينا من الدراسة. هذه باختصار المسيرة العلمية.