إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
خطبة الجمعة بعنوان التمسك بالكتاب والسنة
17062 مشاهدة print word pdf
line-top
خطبة الجمعة بعنوان التمسك بالكتاب والسنة

الحمد لله رب العالمين، قيوم السماوات والأرضين، مدبر الخلائق أجمعين، أرسل إلينا أشرف المرسلين، وأنقذنا به من بدع المبتدعين، نحمده سبحانه على ما أولاه من الفضل العظيم.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى جميع الثقلين، وأنقذ به الأمة من شرك المشركين، ومن بدع المبتدعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
أما بعد، عباد الله اتقوا الله تعالى حق تقاتِهِ ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، فأطيعوا أمره ولا تخالفوه فتكونوا من الضالين، واذكروه دائما ولا تكونوا من الغافلين، واشكروه على نعمه ولا تكونوا بها من الكافرين.
واعلموا أن ربنا سبحانه خلقنا لعبادته، وأمرنا بتوحيده وطاعته، وأرسل إلينا أفضل رسله، وأنزل علينا أشرف كتبه، وأنقذنا بذلك، وأخرجنا به من الظلمات إلى النور، ووفق الله صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فنقلوا لنا دين الإسلام، وأوضحوه لنا أتم بيان، ونقله مَن بعدهم وتلقاه الخلف عن السلف، حتى وصل إلينا كاملا لم يتغير، ولم ينقصه شيء -والحمد لله- وذلك من فضل الله على هذه الأمة.
وقد بين لهم نبيهم -صلى الله عليه وسلم- كل ما يحتاجون إليه، فبين لهم أعلام الهدى، وبين لهم الواجبات في دين الإسلام، وبين لهم أمثلة الحلال والحرام، وبين لهم الآداب والأخلاق ومحاسن الإسلام، وتركهم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، فمن اتبع سبيله فإنه من الموفقين، ومن ابتدع وسلك طريق المبتدعة والمنحرفين فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا.
ولا شك -عباد الله- أن الواجب علينا أولا معرفة هذا الدين، وتعلم شرائعه، وتعلم وسائله، وآدابه وأخلاقه، وأحكامه وحلاله وحرامه؛ حتى نعمل على بصيرة، والحمد لله أن قد ورثنا ما نتمكن به من الدين.
وقد أوصى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يتمسك الناس بعده بهذا الدين وبمصدريه؛ فقال -صلى الله عليه وسلم- تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي؛ كتاب الله وسنتي .
هكذا أخبر بأن كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هما الوسيلة للنجاة والسلامة من البدع، وهما السبب الأقوى الذي يوصل من سار عليه إلى رضا الله تعالى وإلى دار كرامته.
وكتاب الله سبحانه هو هذا القرآن الكريم الذي تولى الله تعالى حفظه؛ إذ قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ تولى الله حفظه فلا تناله أيدي العابثين، ولا تناله أيدي المحرفين، بل إذا غُيِّر منه حرف أو كلمة تفطن لذلك أهله الذين حملوه، وردوا على أولئك المحرفين والمبدلين.
وهكذا أيضا بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنته المطهرة، امتثالا لما أمره به ربه؛ قال الله تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فبينه -عليه الصلاة والسلام- بأقواله وبأفعاله، وأضاف إليه من البيان ومن التفصيل ما يكون مثله أو نحوه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- ألا إني أعطيت القرآن ومثله معه يعني: السنة.

line-bottom