إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
خطبة الجمعة بعنوان التمسك بالكتاب والسنة
10346 مشاهدة
التمسك بما كان عليه السلف الصالح وترك الابتداع

ولقد تمكن كثير من المبتدعين وتسلطوا على القرآن ففسروه على حسب أهوائهم، وحرفوه عن ظاهره، عما هو عليه، ولكنهم لا يستطيعون أن يحرفوا ألفاظه؛ فتسلطوا على تحريف معانيه، وعلى تفسيره بما يريدون، ولكن الحق واضح -والحمد لله-.
فمن أراد أن يكون من أهل الخير فإن عليه أن يأخذ بما ظهر وبما عليه الصحابة والتابعون من العمل بآيات الله، والأخذ بكلامه، والاتباع لأقوال وأفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- .. الخلفاء الراشدين الذين هداهم الله وسددهم، وأرشدهم، وجعلهم موفقين لأن ينصروا الله تعالى، ولأن ينصروا سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وزكاهم من جاء بعدهم من أهل السنة، وشهدوا لهم بالخير، وكل ذلك من فضل الله تعالى على هذه الأمة، وكل ذلك لأجل أن تقوم الحجة، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
فمن سار على النهج السوي والصراط المستقيم فإنه يكون من أولياء الله الذين يحشرون في زمرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والذين يكونون من أتباعه، ويكونون من أحبابه، فإن من أحب قوما حشر معهم وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه بذلك فيقول: المرء مع من أحب ؛ فمن أحب الصحابة وأحب التابعين لهم بإحسان فإنه ولا بد سوف يعمل بعملهم، وسوف يتبع ما كانوا عليه، ويسترشد بإرشاداتهم، ويكون ذلك دليلا على صدقه في إتباعه، وعلى صدقه في محبته، ومن ابتدع وخالف طريقهم فليس عليه معول.
فإن اتبعت طريقهـم فمـوفـــق
وإن ابتدعت فما عـلـيـك معــول
فليتق الله المؤمنون، وليسيروا على النهج القويم، وليتمسكوا بالسنة النبوية، وليعضوا عليها بالنواجذ؛ كما أرشدهم إلى ذلك النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأن يتبعوا هذا القرآن الذي أمر الله تعالى باتباعه، وهذا النبي الذي أمرنا باتباعه، وقال الله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، .. واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.