لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
15891 مشاهدة
2- سماع الأغاني والمعازف

ومن فتن هذا الزمان والتي انتشرت وعمت وطمت، سماع الأغاني والمعازف والطرب
إن مرتادي الملاهي ومحبي سماع الأغاني والطرب ونحو ذلك يحبون أن يكثر أمثالهم، ذلك أن سامع الأغاني والطرب يعلم أنه متى ما كنا ضده كلنا، قمعناه وقهرناه وأذللناه؛ فاندحر وذل ولم يتمكن من متعة نفسه وإظهار مشتهياته، والإعلان عما يميل إليه.
أما إذا كثر مناصروه، وكثر الذين هم في صفه والذين هم من جنده وأتباعه، فإنه يتمكن بعد ذلك من إقامة المسارح والمراقص والملاعب، ونحوها ويدعو إلى ذلك، فتسليطه على هؤلاء الجهلة فتنة وبلية، يثبت الله بها أهل العقول ويزيغ بها أهل الجهل والضلال.