شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
17317 مشاهدة print word pdf
line-top
3- شرب الدخان

أما شرب الدخان فإنه من الفتن العظيمة التي لا تكاد يخلو منها بيت اليوم، فقد انتشر شربه بين الكبير والصغير، والرجال والنساء، وليس الأمر كذلك؛ بل هناك من يدعو إلى هذا البلاء، وهذا المرض، وهذا الخبث!!
لماذا؟!!
لأن الذي ابتلي بشرب الدخان يحب أن يكثر المدخنون؛ حتى لا ينكر عليه! فدعوته تعتبر فتنة، فإذا رأى مثلا الجاهل أخذ يجره إلى أن يوقعه في ذلك، فمن الفتنة أن يبتلى الإنسان بزملاء وقرناء قد وقعوا في هذا الوباء، فينخدع بكثرتهم رغم عقولهم وأفهامهم فيقع فيه تقليدا لهم. ومن أراد الله به خيرا حماه وأبعده عن الاقتران بهم وأبعده عنهم. ومن ابتلي بهم فعليه الحذر من دعاياتهم، فإن هذا من عظم الفتنة التي يقع فيها الخلق الكثير.

line-bottom