إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
18174 مشاهدة print word pdf
line-top
3- شرب الدخان

أما شرب الدخان فإنه من الفتن العظيمة التي لا تكاد يخلو منها بيت اليوم، فقد انتشر شربه بين الكبير والصغير، والرجال والنساء، وليس الأمر كذلك؛ بل هناك من يدعو إلى هذا البلاء، وهذا المرض، وهذا الخبث!!
لماذا؟!!
لأن الذي ابتلي بشرب الدخان يحب أن يكثر المدخنون؛ حتى لا ينكر عليه! فدعوته تعتبر فتنة، فإذا رأى مثلا الجاهل أخذ يجره إلى أن يوقعه في ذلك، فمن الفتنة أن يبتلى الإنسان بزملاء وقرناء قد وقعوا في هذا الوباء، فينخدع بكثرتهم رغم عقولهم وأفهامهم فيقع فيه تقليدا لهم. ومن أراد الله به خيرا حماه وأبعده عن الاقتران بهم وأبعده عنهم. ومن ابتلي بهم فعليه الحذر من دعاياتهم، فإن هذا من عظم الفتنة التي يقع فيها الخلق الكثير.

line-bottom