قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
17333 مشاهدة print word pdf
line-top
7- فتنة الدعاية غير المباشرة

ومن الفتن الدعاية غير المباشرة وهي كثيرة يبثها الكفرة والعصاة في إذاعاتهم وصحفهم وكتبهم ونشراتهم؛ فيتلقاها السذج والجهلة من الناس، فيعتمدونها، ويعتقدون صحتها، وينخدعون بها، ثم يبثونها في إذاعاتهم ويمدحون معتقداتهم وعباداتهم ويمدحون منتجاتهم، وينشرون ذلك في مؤلفاتهم وفي صحفهم، ويصورون ما أنتجوا وما صنعوا!
وكذلك أيضا قد يمدحون أديانهم، ويذمون ديننا، وينتقصون من عقيدتنا ومن حالاتنا، ويسخرون بنا ونحن لا نشعر!
والكثير يتلقى ذلك، فيسمعه يذاع، ويقرأه في كتبهم وفي صحفهم.
وذلك من الفتنة العظيمة التي قد يتلقاها جاهل ليس معه سلاح، أو أدلة يقاوم بها هذه الدعايات وهذه الشبهات، فتنصبغ تلك الشبهات في قلبه، ويصعب عليه التخلص منها! فإذا ما أصابته تلك الشباك وهذه الفتنة العظيمة، وهي فتنة الدعاة والعصاة والمغرضين والمبتدعين ونحوهم في إذاعاتهم ومطبوعاتهم، إذا ما أصابته تلك الشباك فإنه لا ينجو منها إلا من يملك إدراكا واعيا، ومعرفة كاملة، فينتقدها ويبين للناس الأخطاء التي تضمنتها واشتملت عليها.

line-bottom