الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
15060 مشاهدة
وصية وخاتمة

إن سبيل النجاة واحد، وهو صراط الله المستقيم الذي قال فيه جل وعلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [سورة الأنعام، الآية: 153] .
وقد ثبت: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خط خطا مستقيما وخط عن يمينه ويساره خطوطا ملتوية وقال: هذا سبيل الله - أي سبيل الله الموصل إلى النجاة- وهذه الخطوط التي عن يمينه ويساره سبل الشياطين، ثم قرأ قول الله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ رواه أحمد والدارمي .
وقد مثلها بعض العلماء بجريدة النخل التي تتدلى إلى أن تصل إلى الأرض، فلو أن مثلا حشرة من الحشرات صعدت على هذه الجريدة، وسارت على أصل الجريدة، ورَقَت، إلى أن وصلت إلى أعلى النخلة لتأكل مما تريد فإنها تكون ناجية، وأما إذا ركبت السعف (الخوص الذي عن اليمين وعن اليسار) فإنها كلما ركبت خوصة، وصعدت عليها قليلا، هوت وسقطت!
فهكذا سبيل الله، وهكذا سبل الشيطان، فسبيل الله واضح وهو الصراط المستقيم.
ونحن في زمن الغربة الذي أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء رواه مسلم .
وذكر في تفسير الغرباء عدة روايات ومن هذه الروايات: هم الذين يفرون بدينهم من الفتن فكلما وقعت لهم فتنة في المال أو البدن أو الدين فروا بأنفسهم، ونجوا بدينهم كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك فقال: إنه في آخر الزمان يوشك أن يكون خير مال أحدكم غنم يتتبع بها شغف الجبال، ومواضع القطر، يفر بدينه من الفتن .
فالذين يفرون بدينهم من الفتن هؤلاء غرباء، وهم الذين دعا لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: فطوبى للغرباء .
فالمسلم ينجو بدينه ويقدمه على كل شيء، كما ورد في بعض الأحاديث: إذا أتتك فتنة فقدم مالك، فإن جاوزت المال فقدم نفسك دون دينك .
فهذه الوصية نأمل أن يحملها المسلم أحسن محمل، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ونسأله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسا فنضل، ونسأله سبحانه أن يمكن لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأن يعيذنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، والله تعالى أعلم وأحكم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.