تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
كلمة للمعلمين وطلاب التحفيظ
6412 مشاهدة print word pdf
line-top
تعاهد القرآن

كذلك أوصيكم بقراءة القرآن, أوصيكم بتلاوته كما أمرنا الله تعالى في قوله: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ تلاوته: قراءته, وتدبره, واتباع ما جاء فيه, وذلك لأنه الكتاب الذي أنزله الله على قلب نبينا -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ولأنه الذي شرفت به هذه الأمة؛ حيث جعله الله شرفها وميزتها ودينها, فإذا اجتهد العباد في حفظه وتلاوته وتدبره واجتهدوا في تطبيقه والعمل به؛ كانوا بذلك من أهله.
وفي الدعاء المأثور نقول: اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، فحملة القرآن والعاملون به أهل الله تعالى وخاصته, الذين اختصهم بهذه الميزة, فنحافظ عليه, من لم يقدر على حفظه يستطيع قراءته من المصحف, ومن حفظه يستطيع قراءته من حفظه, كل ذلك -والحمد لله- مما يثاب عليه العبد, ولا شك أن حفظه ميزة لمن يحفظه.
كان الصحابة -رضي الله عنهم- يفضلون حافظ القرآن, إذا حفظ أحدهم سورة البقرة وسورة آل عمران جلَّ في أعينهم, يعني: كان له قدر، وكان له فضل في أعينهم، يعرفون أنه حمل ما قد يشق أو يعجز عنه غيره فليحافظ عليه من وفقه الله تعالى, ذلك لأن الإنسان عنده فراغ, وعنده وقت طويل؛ فلا بد أنه يشغل وقته في حفظ ما تيسر من القرآن.
كذلك نتواصى أيضا بتكرار القرآن, وبتلاوته مهما كان الوقت, كان كثير من السلف -رحمهم الله- يقومون بالقرآن في الليل, ويختمونه في قيام الليل في كل سبعة أيام, وذلك لأن الله سهل عليهم قراءته ويسرها، قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ذكروا أنهم يقرءونه، في كل ليلة يقرءون نحو سُبع القرآن، في الليلة الأولى يقرءون سورة البقرة وآل عمران والنساء في قيام الليل, والليلة الثانية يقرءون من سورة المائدة إلى آخر التوبة, والليلة الثالثة من أول يونس إلى آخر النحل, والليلة الرابعة من أول الإسراء إلى آخر الفرقان, والليلة الخامسة من أول الشعراء إلى آخر يس, والليلة السادسة من أول الصافات إلى آخر الحجرات, والليلة السابعة من أول ق إلى آخر القرآن, يقرؤه أحدهم في عشر ركعات, ثم الوتر, أو في عشرين ركعة, وهذا دليل على اهتمامهم بالقرآن, فنتواصى بقراءته, والاهتمام به؛ حتى نكون من العاملين به, والمجتهدين في حفظه.
وإذا رزقك الله تعالى حفظه, أو حفظ ما تيسر منه فنوصيك بتكراره, وتعاهده؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- تعاهدوا هذا القرآن، والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من صدور الرجال من الإبل في عقلها يعني: أن الذي يحفظه ثم يغفل عنه يذهب وينساه بسرعة, بخلاف ما إذا تعاهده, وكرره فإن الله يرزقه بثباته واستقراره في ذاكرته.

line-bottom