إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
محاضرة بعنوان المكسب الحلال والمكسب الحرام
7263 مشاهدة print word pdf
line-top
ضرورة الكسب في حياة الإنسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نتكلم في هذه المحاضرة عن الكسب الحلال والكسب الحرام، وفوائد وآثار الكسب الحلال ومضار الكسب الحرام فنقول:
لا بد للإنسان في هذه الحياة من رزق ومعيشة ومال يتقوت منه، ويقوت به من يمونه، وهذا من ضرورات هذه الحياة؛ حيث جعل الله جسم هذا الإنسان بحاجة إلى غذاء ، وبحاجة إلى طعام يأكل منه حتى ينبت عليه جسمه، ولو فقد هذا الأكل لهلك وضعف، كما أن هذه سنة الله في المخلوقات الحية في المخلوقات المتحركة أنها بحاجة إلى القوت، وبحاجة إلى الغذاء.
فالطيور إذا فقدت الأكل هلكت وماتت، والأنعام كذلك لا تعيش إلا بغذاء، والحشرات كذلك، والأسماك في البحر لا تعيش إلا على غذاء، وكذلك جميع الحيوانات الحية جعل الله لها غذاء تتقوت به، ولكن تلك الحيوانات جعل الله في طباعها ميلا إلى ما يلائمها، ونُفرة عن ما لا يلائمها، فإنك إذا أطعمت الغنم شيئا من قوت الإبل لم تأكل منه، وكذلك الإبل قد لا تأكل من قوت السباع مما تأكل منه الذئاب والكلاب وما أشبهها، فلكل ما يميل إليه.

line-bottom