شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (1)
7969 مشاهدة print word pdf
line-top
محاضرة بعنوان شكر النعم (1)

وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله.. حمدا حمدا، والشكر لله.. شكرا شكرا، والحمد لله الذي جمع على محبته قلوب أوليائه، وحرم من لذة ذلك أعداءه. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
حقيقة إن الكلمات لتعجز، والترحيب ليعجز، والفرحة لتعجز؛ بمقدم الشيخ -حفظه الله- العالم العلامة، الذي لا يرضى بكثرة المديح وإنما كان ذلك منا توضيحا.
هو فضيلة الشيخ عضو هيئة كبار العلماء، الذي يعرف بأنشطته الكونية، وإسهاماته العلمية، ونشاطه الدعوي؛ الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
وحقيقة هذا الموضوع وهو شكر النعم، الشيخ -حفظه الله تعالى- لا يريد أن يستوعب تفريعاته، ولا يستوعب مفرداته؛ وإنما سيذكر بما يفتح عليه -حفظه الله تعالى- ثم يستقبل أسئلة الإخوة.
وكما تعلمون أن الشيخ له أنشطة وأشغال كثيرة، وإنا لنفرح بهذا اللقاء الذي يترك لنا الفرصة في أن نسأل الشيخ، وأن نطرح عليه الأسئلة التي نعجز -أحيانا- أن نرسلها إليه؛ إما لبعد المسافة، أو لكثرة انشغاله -حفظه الله-.
والآن.. لنستمع إلى فضيلته.

line-bottom